أكّد وزير التجارة مصطفى بن بادة أمس الأحد أن الجولة ال 12 من المفاوضات المتعدّدة الأطراف لانضمام الجزائر إلى المنظمة العالمية للتجارة ستكرّس لعرض الإصلاحات التشريعية والتنظيمية التي تمّ القيام بها في الجزائر وبحث الأجوبة على أسئلة الدول الأعضاء في المنظمة. صرّح السيّد بن بادة لوكالة الأنباء الجزائرية عشية انعقاد هذا الاجتماع الذي يشارك فيه وفد وزاري هامّ يمثل مختلف القطاعات بأن (الجولة ال 12 ستكرّس لدارسة الأجوبة التي قدّمتها الجزائر على الأسئلة الإضافية لأعضاء مجموعة العمل، وكذا خطّة عمل الإصلاحات التشريعية). ومنذ انعقاد الجولة ال 11 في أفريل 2013 تلقّت الجزائر 170 سؤال جديد أو طلبات توضيح من طرف الدول الأعضاء. وستسمح الجولة ال 12 أيضا ببحث بالتوازي مع أجوبة الجزائر على الأسئلة الإضافية للدول الأعضاء مشروع التقرير المحيّن لمجموعة العمل المكلّفة بملف انضمام الجزائر إلى هذه المنظمة، وكذا العروض الجزائرية المراجعة المتعلّقة بدخول سوق السلع (العروض التعريفية)، وكذا سوق الخدمات التي أرسلتها الجزائر في أكتوبر ونوفمبر 2013. وأبرز الوزير ضرورة إحراز تقدّم ملموس والإجابة بوضوح على أسئلة البلدان الأعضاء في المنظمة، مؤكّدا أن البلدان الصديقة للجزائر على غرار المجموعتين العربية والإفريقية تدعّمها في مسار انضمامها إلى المنظمة العالمية للتجارة. وقال الوزير إن (الجزائر بذلت جهودا معتبرة خلال سنة 2013 من خلال إعداد أربع وثائق أرسلناها إلى مجموعة العمل، ونحن نتوقّع صدى إيجايبا من طرف أعضاء مجموعة العمل)، وأضاف بقوله: (نامل أن يقدّر شركاؤنا هذه الجهود، وأن نتمكّن عقب هذه الجولة من التوصّل إلى رؤية واضحة ووضع خارطة طريق حقيقية بآجال محدّدة للتمكّن من استكمال المفاوضات التي من المرتقب أن تفضي إلى انضمام بلدنا إلى المنظمة العالمية للتجارة). وأعرب السيّد بن بادة عن ارتياحه بشأن التقدّم المحقّق في مسار المفاوضات، مؤكّدا ضرورة توضيح بشكل (واضح وبراغماتي) الإشكاليات والتطلّعات المرتبطة بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية في الجزائر، وألحّ يقول في هذا الصدد إنه (علينا أن ندرك تطلّعات الشركاء الآخرين، وأن نأخذ بعين الاعتبار مطالب كلّ واحد مع البقاء ضمن روح المنظمة العالمية للتجارة). وكانت الجزائر قدمّت لمجموعة العمل 12 وثيقة تتعلّق بالعروض المراجعة المتعلّقة بالسلع والخدمات ومخطط العمل التشريعي المراجع واقتراحات تعديل وتكملة وتحيين مشروع تقرير مجموعة العمل، وخلال هذه الجولة تلقّت الدعم من قِبل 34 بلدا من أصل خمسين بلدا عضوا في مجموعة العمل، منها المجموعة الآسيوية لا سيّما الصين والمجموعتين العربية والإفريقية، وكذا مجموعة دول أمريكا اللاّتينية. وقد أجابت الجزائر إلى غاية نهاية 2013 على 1.933 سؤال تتعلّق أغلبيتها بمعلومات مرتبطة بالقوانين والتنظيمات المتعلّقة بالتجارة السارية والتوضيحات الخاصّة بنظام التجارة الخارجية الجزائرية بصفة عامّة. يذكر أن الجزائر باشرت مسار انضمامها إلى المنظمة في 1995. وعقد فوج العمل المكلّف بانضمام الجزائر 11 اجتماعا رسميا كان أوّلها في أفريل 1998، فضلا عن اجتماعين غير رسميين. وتقوم الجزائر بالموازاة مع ذلك بإجراء مفاوضات ثنائية مع عدد من الدول، من بينها 13 بلدا سنة 2013 ووقّعت اتّفاقات ثنائية مع كوبا والبرازيل والأوروغواي وسويسرا وفنزويلا.