لا تزال العشرات من الأسر المقيمة بمنطقة السمار شرق العاصمة تعيش في أحياء قصديرية تتجرع فيها مرارة الإقامة في محتشد بشري، يضم في أركانه خطر الإصابة بالأمراض والأوبئة الخطيرة· ومع حلول فصل الشتاء وانخفاض درجة الحرارة تزداد معاناة هؤلاء السكان، الذين تغيب عنهم أدنى شروط الحياة، خاصة وأن هذا الحي يقع في مكان منحدر جدا، وبالتالي تتجمع فيه مياه الأمطار ومياه الصرف الصحي التي يتم نقلها بالطريقة التقليدية ليزداد حجم الكارثة سوءا بغرق هاته العائلات وما قل لديها من أثاث في الأيام التي لا تتوقف فيها الأمطار عن الهطول، وحسب ما يذكر جمال·ب وهو أحد قاطني هذا الحي فإن معظم السكان هنا يعانون من الأمراض كالربو والتهاب المفاصل والأمراض الجلدية بأنواعها، وأضاف أن الأطفال والشيوخ هم الأكثر عرضة لكل ذلك، ويؤكد هذا المواطن أن أسقف بيوتهم لا تتوقف عن تسريب مياه الأمطارعلى طول الأيام التي تنزل فيها الأمطار، مع البرودة الشديدة وارتفاع نسبة الرطوبة التي تتلف كل ما يقف في طريقها، كل ذلك يعتليه غياب غاز المدينة وما توفر من غاز القارورات لا يملكون حتى ثمن دفعه، خاصة وأن استخدامه يزيد بكثرة في فصل البرد· فيما يعبر المتضررون عن نفاد صبرهم ويطمحون إلى حل يسوي وضعيتهم، تغيب الجهات المسؤولة عن الأعين إلى أمد غير محدد·