سخّرت وزارة الداخلية والجماعات المحلّية بالتنسيق مع وزارة الدفاع الوطني 180 ألف رجل أمن من كافّة التشكيلات الأمنية من جيش ودرك وشرطة لتأمين الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها يوم الخميس المقبل، كما تمّ في ذات الوقت وضع تعزيزات خاصّة في قطاع الاتّصالات قام بها متعاملو الهاتف على اختلافهم. حالة الاستنفار القصوى التي تعيشها الجزائر قبل 72 ساعة من إجراء خامس انتخابات تعدّدية منذ الاستقلال وفق المخطّط الأمني الجديد لضمان السير الحسن للرئاسيات ستستمرّ 48 ساعة أخرى لمنع أيّ انزلاقات أو أعمال شغب قد تصدر عن معارضي المترشّح الذي سيفوز بقيادة البلاد. وقد شرع في تنفيذ المخطّط الأمني أمس بتسخير 90 ألف رجل شرطة وما يزيد عن 40 ألف عنصر من عناصر الدرك الوطني، إضافة إلى تسخير أفراد الجيش وفرق النخبة التي تمّ توزيعها على مستوى الحدود التونسية والليبية والمالية بمجموع 180 ألف رجل أمن، كما تمّ إلغاء منح الإجازات والعطل وحركة التحويلات الداخلية في كافّة الأجهزة الأمنية. وعقدت اللّجان الأمنية الولائية التي تضمّ والي الولاية كرئيس للّجنة وقائد المخابرات وقائد القطاع العسكري ومسؤول الدرك الوطني ومسؤول الشرطة اجتماعاتها قبل يومين لوضع المخطّطات الأمنية حسب حاجة كلّ منطقة، وتضمّنت القرارات التي أعقبت تلك الاجتماعات نشر عدد إضافي من عناصر الأمن عند مداخل المناطق الحضرية وشبه الحضرية وتكليف الجيش بمراقبة المناطق البعيدة. في سياق آخر، تمّ تجديد أنظمة اتّصالات قوية تسمح بتوسيع المراقبة وتكثيف فضاء الاتّصال من أجل التحكّم في كلّ المعطيات ووضع التفاصيل تحت رقابة الجهات المختصّة، سيّما وأن هناك تشويشا على العملية الانتخابية من قِبل المقاطعة التي هدّدت بغزو الشارع بعد إعلان نتائج الاقتراع، حيث شرعت شركات الاتّصالات في تعزيز شبكة الاتّصالات السلكية واللاّ سلكية في النواحي الأمنية لتعزيز حركة الاتّصالات الهاتفية وتسهيل الأنترنت تحسّبا لهذا الموعد الذي فرض وضع استراتيجية اتّصالية خاصّة تقضي بتتبّع ومراقبة كلّ التطوّرات وتطوير أنظمة الاتّصالات السلكية واللاّ سلكية في المناطق الحسّاسة أو الساخنة، وكذا المناطق الأمنية منها تفاديا لأيّ تطوّرات محتملة من جهة وعلى صعيد مراقبة الوضع بما يشكّله من تهديد أمني، وكذا تمكين الجهات المختصّة من مراقبة ما يحدث بشكل مستمرّ ودون انقطاع لتوفير المعلومات الكافية عن الأحزاب والمرشّحين وسير العملية الانتخابية نفسها أيضا، حيث تمّ تنصيب أو تغيير كامل الحلقات الاتّصالاتية التي تشهد أقدمية في الكابلات أو الألياف البصرية التي قد تثقل تدفق الأنترنت أو ربط الاتّصالات وتؤدّي في كثير من الأحيان إلى تشبّع الشبكة، وهو ما يجب تفاديه، خاصّة وأن موعد الرئاسيات يعرف ذروة في الاتّصالات.