تنتظر 10 عائلات مقيمة بشاليهات زرالدة بالعاصمة ترحيلها خلال الأيام المقبلة آملين أن تتحقق وعود السلطات اتجاه معاناتهم التي قاربت ال 11 سنة داخل سكنات تغيب فيها أدنى شروط الحياة، حيث يتواجد هؤلاء السكان في شاليهات أشبه بالأكواخ منذ أن شردهم زلزال 2003، يتذوقون داخلها مرارة الحياة. اعتقد هؤلاء أنهم سيمكثون في تلك الشاليهات لفترة محدودة وأنه سيتم التكفل بهم بعد فترة، ولكن القدر شاء أن تتذوق تلك العائلات التي يصل عددها إلى 10 عائلات قدمت من بعض بلديات العاصمة الأمرّين لسنوات عديدة دون أن تلتفت السلطات إليهم. وخلال حديثهم إلى (أخبار اليوم) جددت تلك العائلات رغبتها في الترحيل العاجل مبدية في نفس الوقت غضبها وسخطها الشديد إزاء هذا التهميش والمعاناة التي تبدأ من تلك المنازل التي بنيت على شكل أكواخ تعاني عدة تشققات وتصدعات على مستوى جدرانها وأسقفها التي تواجه خطر الانهيار، إضافة إلى انتشار الروائح الكريهة جراء التراكم الكبير للنفايات والقاذورات التي تصنع ديكور الحي، والتي تسببت في إصابة هؤلاء السكان خاصة الأطفال وكبار السن بعدد من الأمراض على غرار الربو والحساسية فضلا عن مشكل الإهتراءات الكلية التي تتواجد عليها مسالك وطرق الحي، كما اشتكى هؤلاء السكان ضيق منازلهم الذي أثقل كاهلهم خاصة أن معظم العائلات ازداد عددها بعد 18 سنة من تواجدهم بهذه البيوت الجاهزة التي أكل عليها الدهر وشرب -حسب- عمي رزق الذي كان أكثر القاطنين تأثرا بالوضعية بسبب مرضه المزمن وزادته الوضعية تفاقما حسبه، واستطرد هذا الأخير ( كنا ننتظر، بقاؤنا لا يتعدى 6 أشهر حسب ما أدلت به السلطات بعد ترحيلهم، إلا أن تجاوزنا عقود ولا جديد يذكر ولازمتني فيه كل أنواع المهانة والذل بعد انتظار طويل وبقي تحقيق أحلامنا بعد الانتخابات، مبدئيا رأيه وأمانيه بفوز عبد العزيز بوتفليقة رئيسا لا لسبب، إلا إنه أعاد الأمن والطمأنينة للبلاد والعباد على حد رأيه. وفي السياق ذاته، اشتكى محدثونا من تعرضهم لمرض الروماتيزم جراء الرطوبة التي قالوا أنها ترتفع إلى درجة لا تحتمل، وما زاد من تذمر هؤلاء هو كونهم مجبرين على المكوث داخل تلك الشاليهات من اجل تفادي تلك الروائح الكريهة التي لا تحتمل، ناهيك عن انتشار الحشرات اللاسعة، والبعوض والذباب خاصة وفصل الصيف على الأبواب. وعن الجانب الأمني، أكد لنا السكان أنهم يعانون كثرة حالات السرقة، والاعتداءات التي يمارسها ضدهم بعض الشباب المنحرف، الذين يقطنون الحي ويتخذون من السرقة ونهب أملاك الغير مهنة لهم لمواجهة بطالتهم. سيما وان هذه البنايات بمحاذاة الغابة المكان المفضل لهؤلاء المنحرفين للاختباء فيها بعد العمليات الإجرامية التي يقومون بها، وأكد لنا هؤلاء السكان أنهم قدموا بشكاويهم ورفعوا انشغالاتهم لعدة مرات للسلطات المحلية عنه طريق الاحتجاج، هذه الأخيرة التي ضربت بمطالبهم هؤلاء عرض الحائط، دون أن تكلف نفسها عناء الوقوف على حجم المعاناة وطريقة عيشهم في تلك الظروف المزرية، ناهيك عن الرعب والخوف الذي أصبح هاجسهم اليومي جراء تلك السلوكات اللاأخلاقية لهؤلاء الشباب المنحرفين. وعبر صفحاتنا جدد هؤلاء مطالبهم للسلطات المعنية من اجل العمل على التعجيل في ترحيلهم إلى سكنات لائقة تعيد لهم الأمل في الحياة خلال الأيام المقبلة وكلهم أمل خصوصا بعد الوعود الأخيرة في ترحيلهم.