لازال سكان حي الرملي بجسر قسنطينة بالعاصمة يعيشون على أعصابهم جراء التهميش الذي فرض عليهم من طرف السلطات التي لا تلتفت ولا ترد على انشغالاتهم، خصوصا وأن كل آمالهم كانت معلقة على تعليمة رئيس الجمهورية بترحيل كل مواطن يقطن بالبيوت القصديرية والقضاء عليها بصفة نهائية، إلاّ أن بوادر الأمل بدأت تتلاشى وتتبخر بعد سياسة التجاهل التي تفرضها السلطات اتجاههم حسب ما أكده ممثل السكان. ورغم الكثافة السكانية بالمنطقة والتي يبلغ عددها أكثر من 400 عائلة والأوضاع المزرية التي تتخبط فيها قرابة 20 سنة إلا أن هذا لم يشفع لهم عند الجهات الوصية ولم تمسهم عملية الترحيل على غرار باقي البيوت القصديرية حديثة النشأة التي نالت نصيبها وأدرجت ضمن المستفيدين من السكنات اللائقة، وفي هذا السياق أبدى بعض المواطنين استياءهم من تذوق مرارة الحياة في ظل غياب أدنى شروط الحياة. ويتواجد هؤلاء السكان في سكنات أشبه بالأكواخ منذ أن فرضت عليهم أزمة السكن تشييد هذه المساكن المماثلة، وجعلتهم يدخلون فوهة المعاناة بعد أن اعتقد هؤلاء أنهم سيمكثون في تلك المنطقة لفترة محدودة وأنه سيتم التكفل بهم خصوصا المعنيين بزلزال 2003، ولكن شاء القدر أن تتذوق تلك العائلات التي يصل عددها إلى 500 عائلة قدمت للسكن في تلك المنطقة من عدة بلديات مرارة الحياة لمدة أكثر من 20 سنة، تحملت فيها مختلف الظروف الطبيعية القاسية داخل تلك السكنات الهشة، من حرارة الصيف وتسرب مياه الأمطار، وحسبهم رغم مرور سنوات طويلة على مكوثهم بتلك البنايات لم يتم الالتفات إليهم من أجل ترحيلهم، ليبقى هؤلاء يتخبطون في مرارة الحياة. وفي حديثهم إلينا، رفع هؤلاء شكاويهم عبر صفحاتنا وأعربوا عن تذمرهم واستيائهم الشديدين جراء هذا التهميش والمعاناة التي تبدأ من تلك المنازل التي بنيت على شكل أكواخ تعاني عدة تشققات وتصدعات على مستوى جدرانها وأسقفها التي تواجه خطر الانهيار، إضافة إلى انتشار الروائح الكريهة جراء التراكم الكبير للنفايات والقاذورات التي تصنع ديكور الحي، والتي تسببت في إصابة هؤلاء السكان خاصة الأطفال وكبار السن بعدة أمراض على غرار الربو والحساسية، ناهيك عن مشكل الاهتراءات الكلية التي تتواجد عليها مسالك وطرق الحي، كما اشتكى هؤلاء السكان من ضيق منازلهم الذي أثقل كاهلهم خاصة أن معظم العائلات ازداد عددها بعد سنوات إقامتهم هناك. كما اشتكى بعض قاطني ذلك المكان الذي لا يليق كمأوى لآدميين حسب تعبيرهم من تعرضهم لمرض الروماتيزم جراء الرطوبة التي قالوا إنها ترتفع إلى درجة لا تحتمل، وما زاد من تذمر هؤلاء هو كونهم مجبرين على المكوث بداخلها من أجل تفادي تلك الروائح الكريهة التي لا تحتمل، ناهيك عن انتشار الحشرات اللاسعة والبعوض والذباب. وعن الجانب الأمني، أكد لنا السكان أنهم يعانون من كثرة حالات السرقة والاعتداءات التي يمارسها ضدهم بعض الشباب المنحرف، الذي يقطنون الحي ويتخذون من السرقة والسطو على المنازل مهنة لهم، ناهيك عن تعاطي المخدرات وغيرها من الأعمال المشبوهة. وأكد لنا هؤلاء السكان أنهم تقدموا بشكاويهم ورفعوا انشغالاتهم العديدة للسلطات المحلية وقاموا بالاحتجاج في عدة مناسبات، إلا أن هذه الأخيرة ضربت بمطالبهم عرض الحائط، دون أن تتدخل للحد من تلك المعاناة والحياة البدائية التي تعيشها العائلات في ظروف أقل ما يقال عنها إنها كارثية ولا تطاق، ناهيك عن الرعب والخوف الذي يزرعه المنحرفون يوميا وسط السكان القاطنين بذات الحي. وعبر صفحاتنا رفع هؤلاء مطالبهم للسلطات المعنية والعليا على رأسها القاضي الأول في البلاد للنظر إلى مطالبهم والتعجيل بترحيلهم لانتشالهم من الحياة الحيوانية التي يحيونها حسبهم.