وصلت أصداء فتوى منسوبة للشيخ ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية في مصر، بخصوص عدم وجوب دفاع الزّوج عن عرض زوجته إذا اعتقد أنه سيُقتل على يد مغتصبيها حفاظا على حياته إلى المغرب، حيث ردّ عليها الشيخ عبد الباري الزمزمي بتحديد ما اعتبرها مكامن الصواب والخطأ في الفتوى. كان برهامي قد استند في فتواه الجديدة تلك على القياس على فتوى قديمة للإمام العزّ بن عبد السلام في موضوع آخر يتعلّق بوجوب تسليم المال للصوص المعتدين وعدم مجاهدتهم حفاظا على النّفس من القتل على يد اللصوص. وقال الزمزمي، وهو رئيس الجمعية المغربية للبحوث والدراسات في فقه النوازل، في تصريحات ل (هسبريس) إن الفتوى المصرية تتضمّن مسألتين، الأولى أنه لا يجوز منطقا ولا شرعا مقارنة المال بالمرأة أو الإنسان، وعقد قياس أو اجتهاد شرعي على هذا الأساس الخاطئ. وأكّد الزمزمي على ضرورة دفاع الزّوج عن عرض زوجته بكلّ ما أوتي من قوة، فإذا قُتل اعتبره الشرع شهيدا مصداقا لحديث النبي صلّى اللّه عليه وسلّم: (من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد). واستطرد المتحدّث أن شرط الدفاع عن العرض أن تكون القدرة على ذلك، فإذا كان الزّوج ضعيفا وعاجزا عن الدفاع عن عرض زوجته ويرى أنه لا محالة هالك ومفارق لحياته إذا قاوم فعليه حينها أن يفلت بجلده، وقبل ذلك أن يجرّب وسائل الاستغاثة من صراخ أو غيره).