طالبت الجزائر الدول الأوروبية العضوة في مبادرة الدفاع لمجموعة الخمسة زائد خمسة بنقل التكنولوجيات الموجّهة للاستخدام العسكري والعلمي وتبادل الخبرات حول تدخّل القوّات المسلّحة في حالات الطوارئ، حيث تسعى الجزائر إلى حمل الدول التي توصف بالكبيرة على تقديم مساعدة عملية لدول منطقة الساحل، وليس الاكتفاء بالكلام والوعود بهدف الحدّ من المدّ الإرهابي· أفادت مصادر حكومية بأن الجزائر في اجتماع مالطا المقبل ستجدّد بمقاربتها المتعلّقة بمكافحة الإرهاب، والتي تفرض رفع مستوى التنسيق الأمني وتعزيز التعاون وتنسيق الجهود بشأن مكافحة الإرهاب بين دول المجموعة المذكورة، تضمّ بالإضافة إلى الجزائر ليبيا، موريتانيا، تونس والمغرب من الضفّة الجنوبية للمتوسّط، وفرنسا، إيطاليا، مالطا، البرتغال وإسبانيا من الضفّة المقابلة· وتطالب الجزائر الدول الأوروبية بإمداد دول الضفّة الجنوبية بالخبرة العسكرية والتكنولوجيات الحديثة لمسايرة التطوّرات الإقليمية ومواجهة التحدّيات الأمنية الرّاهنة· وتبحث الجزائر في الاجتماع المنتظر قريبا أن يوافق أركان القوّات البرّية للدول الأعضاء في المبادرة على استغلال طرق ووسائل التعاون الممكنة في مجال مساهمة القوّات المسلّحة في حال وقوع أخطار كبرى، وكذا الاتّفاق على برنامج تطوير كفاءات القوّات المسلّحة ل 5+5 للدفاع وتقاسم التجارب والقيام بتدريبات عسكرية مشتركة· وتتطرّق الجزائر أيضا إلى مسألة الهجرة غير الشرعية على اعتبار أنها انشغال رئيسي بالنّسبة للجزائر وبلدان المبادرة، حيث أن الجزائر تفضّل استبعاد ملف الهجرة السرّية من أيّ نقاش عسكري بين الدول، سيّما بعد النتائج الجيّدة في الجزائر عقب مناورة عسكرية متعدّدة الجنسيات للأمن الجوّي تحت اسم سيركات 2010 تمّت الأسبوع الماضي، وتتعلّق بردع هجوم إرهابي باستخدام طائرة مدنية مختطفة· وتأتي هذه المناورة التي دامت يومين وشارك فيها خبراء أجانب في إطار البرنامج العسكري لوزراء دفاع مبادرة الخمسة زائد خمسة لسنة 2010، وكذا التعاون متعدّد الجوانب حول مسائل الأمن في المتوسّط الغربي بين الدول الأعضا· ومن بين مقترحات الجزائر مناقشة جملة من المقترحات تخصّ التعاون بين بلدان الضفّة الشمالية والجنوبية الغربية لحوض المتوسّط، تتكفّل بدراستها لجنة خاصّة ورفعها في شكل اقتراحات عملية إلى وزراء دفاع المجموعة المعلومات· وسبق وأن نجحت الجزائر في إقناع وزراء دفاع المجموعة بمساعدة تقنية لكشف وتدمير الألغام الموروثة عن الفترة الاستعمارية، وتشير تقديرات أمنية جزائرية إلى وجود 1.4 مليون لغم مضادّ للأشخاص موروث عن الفترة الاستعمارية· ومن جهته، سيتناول اللّقاء المقبل مخطّط عمل سنة 2011 الذي سيعطي الأولوية للمراقبة البحرية ومساهمة قوّاتنا المسلّحة في الحماية المدنية والأمن الجوي كدليل واضح على التزام الجميع بالعمل سويا في انسجام كبير وضمن إطار تشاوري يمسّ ميادين حسّاسة مثل الأمن والاستقرار في المنطقة، وأخيرا سيتمّ الاتّفاق على تكثيف التدريبات والتمارين العسكرية ضمن خطّة عمل 2011، والتي صادق عليها الوزراء وذلك في مجالات متعدّدة في الأمن والتكوين وفي التعاون العملياتي لمحاربة الإرهاب والهجرة غير الشرعية وتجارة المخدّرات ومواجهة الكوارث الطبيعية·