يعكف خبراء في الصحة العسكرية من مختلف الدول العربية بالجزائر، على التحضير للتأسيس الرسمي لمجموعة العمل الإقليمية العربية للطب العسكري، وذلك في إطار المؤتمر الدولي الأول لهذه المجموعة، الذي انطلقت فعالياته أمس بالنادي الوطني للجيش بالعاصمة بإشراف كل من الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني السيد عبد المالك قنايزية ووزير الصحة وإصلاح المستشفيات السيد سعيد بركات. ويتناول البرنامج العلمي لهذا المؤتمر الذي بادرت الجزائر إلى تنظيمه تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية وبالتنسيق مع اللجنة الدولية للطب العسكري، تبادل التجارب والخبرات بين الوفود المشاركة حول ثلاثة محاور رئيسية، يشمل الأول مختلف جوانب الطب العسكري في حالات السلم والحرب، حيث يتم استعراض الخبرة المكتسبة لدى مصالح الطب العسكري في ميدان التكفل بجرحى الاعمال الإرهابية، علاوة على الخبرة المكتسبة في ميادين التكفل بالأمراض العقلية وامراض القلب والشرايين في الوسط العسكري. ويتضمن المحور الثاني المجالات الإدارية والتنظيمية والإسناد للمهام الطبية، من خلال عرض تجارب مختلف القوات العسكرية والوسائل الضروية المستخدمة لدعم عمل الطب العسكري. في حين يتم التعرض من خلال المحور الثالث للمؤتمر إلى مختلف الجوانب المتعلقة بطب الكوارث، بداية من تنظيم الإسعافات إلى التكفل الإنساني في حالات الزلازل والفياضانات وغيرها من الكوارث الكبرى حيث تتدخل القوات العسكرية لدعم جهود الإنقاذ والتكفل بالمتضررين. ويندرج تنظيم المؤتمر الدولي الاول لمجموعة العمل الإقليمية العربية، الذي يدوم 5 ايام في إطار عمل اللجنة الدولية للطب العسكري التي تشجع من جهتها حسب أمينها العام السيد جاك سنابريا على انشاء فروع جهوية لها لتفعيل آداء مصالح الصحة العسكرية اثناء تدخلاها خارج حدود اوطانها، ولا سيما عندما يتعلق الامر بالتدخل لدى دولة صديقة تجمعها معها عدة روابط وعوامل مشتركة إلى جانب الإقليم، مثل اللغة والعادات والتقاليد كما هو الشأن بالنسبة للمجموعة العربية. وخلال مداخلته الإفتتاحية للمؤتمر أبرز العميد عبد القادر بن جلول المدير المركزي لمصالح الصحة العسكرية بوزارة الدفاع الوطني أهمية هذا اللقاء في ترقية ودعم التعاون في الميدان الصحي بين اعضاء المجلس الدولي للطب العسكري عموما والمجموعة الإقليمية العربية خاصة، حيث يترجم اللقاء رغبة المجموعة الإقليمية العربية في تدعيم وتقوية التبادل والحوار ووضع أسس تعاون متعدد الأطراف بين مصالح الصحة العسكرية عموما، وينظم مساهمة القوات المسلحة في تقديم المساعدة للسكان المدنيين أثناء الكوارث والأزمات الخاصة التي تصيب الدول والشعوب دون تمييز. وفيما أبرز أهمية دور مصالح الصحة العسكرية التي تبقى تشكل الرابط المتين بين الشعوب، "تسمو فوق كل الإعتبارات عقدية كانت أو ثقافية أو دينية"، أشار إلى أن لقاء الجزائر يسمح لمصالح الدول المشاركة وتبادل وجهات النظر قصد تحقيق التعاون والتكامل المنشودين في الميدان الصحي. وذكر العميد بن جلول في سياق متصل أن الجزائر التي عرفت في ظرف 15 سنة ما لا يقل عن 8 كوارث، بداية من زلزال معسكر في 1994 إلى فيضانات غرداية مطلع الشهر الجاري، تبين لها ضرورة تظافر الجهود والتنسيق بين الدول لضمان مواجهة فعالة للكوارث الطبيعية والأزمات الكبرى، داعيا إلى تثمين الأهداف المتوخاة من المؤتمر والرامية بالأساس إلى وضع لبنات وأسس ترابط وثيق وفعال بين الدول الأعضاء في مجموعة العمل الإقليمية العربية، من خلال إبقاء اتصال دائم بين مصالح الصحة العسكرية للمجموعة العربية وترقية التبادل بين خبرائها مع وضع برنامج مشترك يعرض على المجلس الدولي. وقد ثمن كل من رئيس المؤتمر الدولي للطب العسكري التونسي أمير لواء طبيب محمد كامل الشابي ومدير مصالح الصحة العسكرية بالمملكة العربية السعودية الممثل للمجموعة العربية لدى المجلس الدولي، اللواء كتاب بن عيد العتيبي، مبادرة الجزائر إلى احتضان المؤتمر الأول لمجموعة العمل الإقليمية العربية، التي تم اقتراح تأسيسها في المؤتمر الدولي الذي انعقد بتونس في 2007، وأشارا إلى أن مؤتمر الجزائر سيحتضن اجتماعين لؤساء الوفود العربية المشاركة، يجمع الأول كافة الدول العربية، والثاني دول المغرب العربي لتنسيق الجهود والنظر في امكانيات تأسيس مجموعتي عمل إقليميتين. وبالمناسبة أكد رئيس الوفد الجزائري في المؤتمر العقيد محمد برشيش الطبيب الرئيس بالمستشفى العسكري لعين النعجة، أنه بالإضافة إلى هدفه الأساسي المتمثل في دعم التعاون وتبادل الخبرات والتجارب بين المصالح الدولية للصحة العسكرية، فإن المؤتمر سيسمح من وضع خطة عمل للصحة العسكرية، تحدد قدرتها على التدخل على المستوى الجهوي والإقليمي والدولي، مع الإستفادة من خبرات بعض المصالح العسكرية العربية التي ساهمت من قبل في عمليات الإسعاف والتكفل بالضحايا في عدة مناطق من العالم. للإشارة فقد أشرف الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني السيد عبدالمالك قنايزية على افتتاح معرض للتجهيزات الطبية والمواد الصيدلانية المنتظم على هامش المؤتمر، بمشاركة مؤسسات وطنية وأجنبية متخصصة في مجال انتاج العتاد الطبي وشبه الطبي علاوة على هيئات وطنية تنشط في المهام الإنسانية على غرار الحماية المدنية والهلال الأحمر الجزائري.