(أحب أن أقتل من يأمرني الله بقتله، تماماً كما أحب قتل الدجاج والأغنام)!!.. هكذا يخاطب (أبو بكر محمد شيكاو) زعيم جماعة (بوكو حرام) العالم، ويشرح منهجه المنحرف في الحياة عبر أشرطة الفيديو التي يحرص على تزويد القنوات الإخبارية الدولية بها. ويقول شيكاو عن جهل: (الإسلام يقضي بتزويج الفتيات المخطوفات قسراً).. ومهدداً باغتيال الراحلة (تاتشر) زعيمة حزب العمال السابقة، وغيرها من الشخصيات السياسية المتوفاة، وواعداً ببيع ال 300 فتاة نيجيرية التي اختطفتها جماعته في أسواق المسلمين، واتخاذهن سبايا فيما بعد للزواج، بدلاً من التعليم الغربي المحرم الذي يخضعن له، على حد وصفه. إن ممارسات، وتهدايدت جماعة (بوكو حرام) بخطف المزيد، والقيام بعمليات إرهابية داخل نيجيريا وخارجها تصفها الكثير من المصادر الإعلامية والسياسية ب(الفعل الإجرامي الشنيع)، والذي يجب أن يوقف من قِبَل الدول الإسلامية المؤثرة في العالم؛ لما لها من أفعال ذات تأثير سلبي خطير، وأبعاد سياسية ودينية، ساعدت على بناء رأي عام عالمي معادٍ للمسلمين في كل مكان. وتمثل عملية الاختطاف وغيرها من الممارسات الضالة التي ترتكبها جماعة (بوكو حرام) في قتل المخالفين للدين، والملة، واختيار زعيمها الجاهل آيات من القرآن الكريم، وأحاديث نبوية شريفة أسهمت في تكوين انطباعات سلبية عن الإسلام في مختلف دول العالم، وعززت المواقف الخاطئة المسبقة ضد المسلمين، وحرّكت مظاهرات حول العالم، وأطلقت حملة إعلامية انتهازية من بعض وسائل الإعلام الغربية ضد كل ما هو مسلم. وبظهور جماعات متطرفة جاهلة مثل (بوكو حرام) وغيرها تدعي أنها مسلمة، وتمارس أعمال النهب، والسرقة، والقتل، والترويع، والخطف، والتعذيب، وإباحة الأعراض، ودماء الأبرياء.. شوه سمعة وهوية الدين الإسلامي، وتعاليمه في السماحة، والسلام، والعدل، والتوحيد، والمحبة بين البشر، وساعدت هذه الممارسات العنيفة على كسب العداء ضد المسلمين بشكل كبير. فما تفعله جماعة (بوكو حرام) وإدعاؤها محاربة المفاهيم الغربية، هو من الجرائم الإنسانية التي يتبرأ منها الإسلام الحقيقي، والمسلمون الصادقون؛ لأنها تغذي روح التطرف، والإرهاب، وتُسهم في إيجاد ذرائع لأعداء الإسلام لنعته بدين القتل والإرهاب. إن ما ذكره مفتي السعودية، الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ لقي أصداء عالمية مهمة؛ حين اعتبر أن قيام جماعة (بوكو حرام) النيجيرية بخطف أكثر من 200 فتاة، (مدبرة لتشويه صورة الإسلام، وأنهم يجب أن يناصَحوا ويبيَّن لهم الموقف السيئ وإنكار ذلك)، وأن الجماعة المسلحة التي تريد إقامة دولة إسلامية في نيجيريا هي فئة ضالة، وأن هذه الجماعة ليست على صواب وهدى؛ لأن الإسلام ضد الخطف والقتل والعدوان، وأن تزويج الفتيات المخطوفات لا يجوز وحرام؛ فالزواج ليس بيد الغاصبين. كذلك ندد علماء دين ومسؤولون عن حقوق الإنسان في منظمة التعاون الإسلامي، وهي أكبر هيئة إسلامية في العالم، وتمثل 57 دولة، الخميس، بخطف الفتيات، ووصفوه بأنه (تشويه لصورة الإسلام.. ولا يعبر عن الإسلام الحقيقي). إن تهديد مجلس الأمن الدولي باتخاذ إجراءات ضد اختطاف الفتيات النيجيريات على يد جماعة (بوكو حرام)، إذا لم يطلق سراحهن، يُعتبر تهديداً خطيراً في أبعاده السياسية مع تزامن المظاهرات المطالبة بإطلاق سراح المختطفات حول العالم؛ إضافة إلى ما أعلنته الولاياتالمتحدةالأمريكية من أن قواتها تستخدم طائرات مراقبة دون طيار للمساعدة في عمليات البحث عن المختطفات. وأكد الوزير البريطاني المكلف بشؤون إفريقيا مارك سيموندس: (إنه لن تُجرى مفاوضات مع (بوكو حرام) لمبادلة التلميذات بمعتقلين). تجدر الإشارة إلى أن جماعة (بوكو حرام) اشترطت إطلاق سراح كل سجنائها لدى الحكومة النيجيرية، مقابل الإفراج عن الفتيات المختطفات لديها؛ إلا أن أنشطة المتطرفة في شمال شرق البلاد التي أجبرت نحو 70 ألف نيجيري على الفرار إلى الدول المجاورة؛ وخاصة الكاميرون والنيجر جعلتها غير موثوقة.