أسقطت روسيا والصين يوم الخميس، مشروع قرار يحيل الوضع في سوريا للمحكمة الجنائية الدولية عبر استخدام حق النقض (فيتو). وكان مشروع القرار، الذي قدّمته فرنسا وعرقله "فيتو" روسيا والصين سيحيل الوضع في سوريا للمحكمة الجنائية الدولية تمهيدًا لملاحقة قضائية محتملة عن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ارتكبت خلال الحرب الدائرة هناك منذ أكثر من ثلاثة أعوام. وهذه رابع مرة تمنع فيها روسيا والصين إقرار تحرك من جانب مجلس الأمن إزاء سوريا. من جانبها، استنكرت ممثلة الولاياتالمتحدة في مجلس الأمن، سامنثا باور، بشدة موقف روسيا والصين في مجلس الأمن، واعتراضهما علي صدور مشروع القرار الفرنسي. وأكدت السفيرة الأمريكية، في كلمتها إلي أعضاء المجلس عقب الانتهاء من التصويت علي مشروع القرار، علي أن (واشنطن ستظل تسعي مع شركائها الدوليين من أجل جميع الأدلة والبراهين علي الجرائم التي يرتكبها النظام السوري والجماعات المسلحة المتطرفة في سوريا، ولن ينتقص تصويت اليوم من عزمنا علي تحقيق العدالة للضحايا). واتهمت (سامنثا باور) كلا من الدولتين ب(حماية نظام الرئيس بشار الأسد والجماعات الإرهابية في سوريا، وذلك من خلال استخدامهما لحق النقض لمنع صدور مشروع القرار). وأضافت: (سوف يتذكر التاريخ من وقف الي جانب الشعب السوري، وسوف يذكر السوريون من رفعوا أياديهم للحيلولة دون تحقيق العدالة للضحايا، إن الفيتو الروسي والصيني اليوم يحمي الأسد ويحمي الجماعات الإرهابية التي لا تعرف معني الإنسانية). وفي ذات السياق، اتهم ممثل بريطانيا لدى الأممالمتحدة، مارك ليال غرانت، كلاً من روسيا والصين بإعاقة تحقيق العدالة اليوم، وذلك من خلال استخدامهما حق النقض لمنع صدور مشروع القرار الفرنسي. وقال غرانت، في كلمته: (لقد حظى مشروع هذا القرار بموافقة 13 دولة داخل مجلس الأمن وموافقة 65 دولة أخرى، ودعم 100 منظمة دولية وأهلية، ولهذا فإنه يتعيّن علي روسيا والصين الآن أن يبررا موقفيهما اليوم أمام الشعب السوري وأمام العالم). وقع ممثلو 65 دولة على بيان يؤكد ضرورة تحويل ملف سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية. وتعهد غرانت بأن تواصل بلاده جهودها في سبيل ضمان تحقيق العدالة في سوريا، و(توثيق الفظائع) التي يقترفها النظام منذ أكثر من 3 سنوات، وذلك حتي تتم (محاسبة هؤلاء المجرمين).