قال دبلوماسيون اليوم الأربعاء إن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة سيعقد جلسة خاصة بشأن سوريا يوم الجمعة المقبل، لبحث أحدث المذبحة التي وقعت في بلدة الحولة وراح ضحيتها 108 مدنيين. وفي الأثناء اعتبرت روسيا أن طرد سفراء سوريا من دول غربية سيأتي بنتائج عكسية، كما جددت الصين رفضها لأي تدخل عسكري في سوريا. وقادت الولاياتالمتحدة وقطر وتركيا والاتحاد الأوروبي الدفع من أجل عقد جلسة مجلس حقوق الإنسان وهي الرابعة التي يناقش فيها الوضع في سوريا منذ اندلاع الانتفاضة العام الماضي، ويتطلب تحديد موعد الاجتماع الذي لم يتم الإعلان عنه رسميا توقيع 16 دولة عضوا في المجلس. ويعتزم بعض الأعضاء وضع مسودة نص يرجح أن يندد بمذبحة الحولة التي وقعت يوم الجمعة الماضي والمطالبة بإجراء المزيد من التحقيقات، خاصة أن المذبحة التي تمثل انتهاكا صريحا لاتفاق وقف إطلاق النار الذي توسط فيه مبعوث السلام الدولي كوفي أنان دفعت سبع دول غربية على الأقل إلى جانب تركيا واليابان إلى طرد سفراء سوريا من عواصمها. ومن المرجح أن يطالب الاتحاد الأوروبي مجلس حقوق الإنسان بأن يصدر توصية لمجلس الأمن الدولي بإحالة الأمر إلى المحكمة الجنائية الدولية. ورفضت الصين وروسيا -اللتان تملكان استخدام حق النقض (فيتو) ضد أي عقوبات على سوريا- إلقاء اللوم على القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد في مذبحة الحولة، لهذا فمن غير المرجح أن يترجم الغضب المنتشر على نطاق واسع إلى إجراءات صارمة ضد الحكومة السورية. وخلال آخر مناقشة أجراها مجلس حقوق الإنسان عن سوريا أيدت 41 دولة من 47 دولة عضوا مشروع قرار ينتقد سوريا، ولم تصوت ضده سوى روسيا والصين وكوبا. وقبل ذلك بشهر انسحب السفير السوري من المجلس خلال مناقشة طارئة بشأن سوريا، وألقى باللوم على الدول الأجنبية في التحريض على الطائفية وإمداد المعارضة السورية بالأسلحة. روسيا والصين في غضون ذلك، قالت روسيا إن طرد سفراء سوريا من دول غربية “سيأتي بنتائج عكسية” لأنه يستبعد قناة يمكن استخدامها للتأثير على حكومة الرئيس بشار الأسد. وقالت وزارة الخارجية في بيان “طرد سفراء سوريا من عواصم عدة دول غربية رئيسية يبدو لنا خطوة ستأتي بنتائج عكسية”، وأضاف أن الدول الغربية “لا تريد أن تستمع إلى دمشق وهذا لا يحسن الأوضاع في الموقف الراهن”. وفي وقت سابق اليوم الأربعاء، اعتبرت روسيا أن من السابق لأوانه بحث أي تحرك جديد ضد سوريا في مجلس الأمن، وقالت إن بيان رئيس المجلس بشأن مجزرة الحولة كان قويا بما فيه الكفاية. وقال غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي “نعتبر أن نظر مجلس الأمن الدولي في أي إجراء جديد للتأثير على الوضع سابق لأوانه”، وأكد أن بيان مجلس الأمن بخصوص “الأحداث المأساوية” في الحولة كان “إشارة قوية بما فيه الكفاية للجانب السوري، ويشكل رد فعل كافيا من مجلس الأمن الدولي”. وتأتي هذه التصريحات قبيل زيارة من المقرر أن يقوم بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة المقبلة إلى باريس، حيث أكد الرئيس الفرنسي الجديد فرانسوا هولاند عزمه إثارة الوضع بسوريا مع ضيفه الروسي. كما كررت الصين معارضتها للتدخل العسكري في سوريا وناشدت كل الأطراف دعم جهود الوساطة التي يقوم بها أنان. وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية ليو وي مين “تعارض الصين التدخل العسكري ولا تؤيد تغيير النظام بالقوة. المسار الأساسي للحل هو أن تؤيد كل الجوانب جهود أنان في الوساطة”.