ثمّن محمد السعيد رئيس جبهة العدالة والحرية دعوة الحكومة جميع التيارات السياسية دون إقصاء بما فيها الحزب المنحل الجبهة الإسلامية للإنقاذ (الفيس) إلى مشاورات تعديل الدستور، مشددا على أنه لا يمكن بناء نظام سياسي شرعي بدون توفر شرطين أساسيين المتمثلين في نزاهة الانتخابات واستقلالية القضاء. وأعلن محمد سعيد خلال الندوة الصحفية التي عقدها أمس بالعاصمة على مشاركة حزبه في ندوة الانتقال الديمقراطي التي ستقام غدا الثلاثاء بمشاركة أحزاب المعارضة، معتبرا بأنها خطوة ايجابية من قبل الحكومة والتي تحاول -حسبه- إشراك جميع القوى السياسية الفاعلة والمعارضة. كما طالب الوزير الاتصال الأسبق بضرورة انتخاب رئيس المجلس الدستوري دون تعينه من قبل رئيس الجمهورية، إضافة إلى استقلالية القضاء ويكون لرئيسها كامل الحرية في حكمه والتي أثارت جدلا واسع النطاق باعتبارها العمود الفقري في أي بلد دون استثناء والتي تكرس حسبه معنى الديمقراطية الصحيحة. كما انتقد ذات المتحدث انعدام الثقة الموجودة بين الشعب والسلطة والأحزاب السياسية والشعب حتى الأحزاب فيما بينها، معتبرا أنها تنذر بأزمة سياسية في ظل غياب الصدق والمصداقية بين جميع الأطراف، منوها في كلامه على وجوب دسترة التداول الديمقراطي على الحكم ودسترة وحماية الاقتصاد الوطني لمحاربة الرشوة والفساد والمحسوبية والمحاباة التي أصبحت متفشية بصفة رهيبة والتي أثرت حسبه على مردود الاقتصاد الوطني وعملت على قمع الكفاءات والطاقات الشبانية. كما أشاد محمد سعيد بحرية الاعلام التي تشهد حاليا انفتاحا محسوسا بقنوات الخاصة التي برزت على الساحة الاعلامية وتعمل على المنافسة الشريفة فيما بينها، اضافة إلى بروز صحفيين يستحقون الدعم بخلق الفرص لأصحاب الكفاءات التي ستترك بصمة في تاريخ الصحافة للأجيال القادمة سواء في مجال السمعي البصري أوالصحافة المكتوبة، مستحسنا خطاب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الأخير الذي دعا فيه إلى ضرورة اعطاء مكانة مرموقة للصحافة وفتح المجال أمام الصحفيين لحرية التعبير وابداء آراءهم دون تقييد أو تزييف الذي يكرس مبدأ الشفافية والعدالة. وتأسف ذات المتحدث لعودة اللغة الفرنسية إلى الواجهة في كتابة الوثائق الرسمية دون العربية التي تعتبر مثال حي على عدم إقرار لغة الدين الاسلامي، مطالبا بضرورة الحفاظ على ثقافتنا وهويتنا التي تمثل أصالة المجتمع الجزائري، متسائلا عن سبب زيارة الوزير الفرنسي إلى الجزائر وماهي خلفيات هذه الزيارة. وفي رده عن أسئلة الصحفيين إن كان عرض عليه منصب وزاري في التشكيل الحكومي الجديد أم لا قال إنه لم يتلق أي عرض حتى وإن تم فإنه سيرفض لأنه لم يكن في حالة نفسية وبدنية جيدة لقيادة أي وزارة.