تعيش أزيد من 10 عائلات بشارع محمد الخامس ببلدية سيدي أمحمد على أعصابها بسبب الانهيارات الجزئية التي تعرضت لها سكناتهم خصوصا الشرفات التي تشهد حالة متقدمة من التدهور الأمر الذي زرع الرعب والهلع في أوساطهم تخوفا من سقوط البناية فوق رؤوسهم. يعود فترة إنجاز هذه العمارة إلى الحقبة الاستعمارية ما جعل الشقق تتوسع بسبب هشاشتها، حيث أضحت لا تصلح للعيش البشري، ورغم تلك الشكاوي التي قدمها هؤلاء المواطنين للسلطات المحلية والمعنية من أجل انتشالهم من التهميش والعزلة وإنصافهم من خطر الموت الذي يحدق بهم، إلا أنه لا حياة لمن تنادي خاصة و أن المخاطر تتربص في نفس الوقت بالمارة. وفي اتصالهم ب"أخبار اليوم" أكد لنا هؤلاء القاطنون بالحي أن الظروف المزرية التي تعيشها تلك العائلات أثقلت كاهلهم على الرغم من الشكاوي المتكررة التي قدمت على الصعيد المحلي، والتي طالب فيها سكان الحي، بضرورة إيجاد حلول سريعة تنتشلهم من الخطر التي يعيشونها منذ أكثر من 50 سنة. ورغم أنه وحسب شهادة هؤلاء فإن الحي الذي يعود إلى عهد الاستعمار لم يعرف إلى حد اليوم سوى ترميمات سطحية خارجية دون إعادة ترميم الشقق أو الشرفات التي باتت تهدد سلامة السكان والمواطنين، وفي السياق ذاته يقول السيد ح. جمال أن الشرفات تهاوت بشكل كبير وتعرضت لانهيارات جزئية خلال هذه الأيام وبعد اتصالهم بمصالح البلدية ورفع شكواهم لم يحصلوا على إجابات وافية علما أن هذه العائلات تعيش كابوسا حقيقيا بسبب الانهيارات المتواصلة التي تنبئ بكارثة عاجلا أم عاجلا كما حدث في أول أمس عند انهيار جدار مستودع بحي فرحات بوسعد على احد السيدات التي كانت تعبر الحي وهي الآن ملقاة بالمستشفى، ولو لم تتدخل السلطات المحلية لإنقاذ العشر عائلات سيكون مصيرها ومصير المارة في خبر كان، ورغم إيداعهم ملفات للاستفادة من السكن الاجتماعي منذ سنوات، إلا أن الوعود التي يتلقوها في كل مرة لم يعرف لها سبيلا إلى تجسيدها في الواقع لتبقى تلك العائلات تتخبط وتتذوق مرارة الحياة في ظل هاجس الخوف الذي يلازمها بسبب الانهيارات الجزئية يوميا سيما بعد مرور المركبات، ويضف محدثنا أما في فصل الشتاء والتقلبات الجوية فحدث ولاحرج، ننتظر حتفنا في أي لحظة وأضاف هؤلاء أن الأوضاع تأزمت وتضاعفت بعد أن صارت الشرفات تتهاوى وتتساقط أجزاء منها وبعد سلسلة من الشكاوي التي تقدم بها ممثلو تلك العائلات إلى السلطات المحلية والولائية من اجل الإسراع في النظر في قضية استفادتهم من السكنات الاجتماعية وترحيلهم لإنهاء معاناتهم مع تلك الأوضاع الصعبة التي تحرم عليهم تذوق معنى الحياة، إلا أن الردود تحوي في كل مرة وعود دون أن يتم تجسيدها على أرض الواقع، ليتم إنصاف هؤلاء المواطنين. ولإنهاء معاناتهم تناشد تلك العائلات التي تقيم بشارع محمد الخامس السلطات المحلية والمعنية وعلى رأسها وزير السكن من أجل انتشالها من مرارة الحياة، وذلك من خلال التعجيل في قرار ترحيلها والنظر في طلباتها والرد على ملفاتها، فيما يخص قضية استفادتها من سكنات لائقة.