كشفت مصادر صهيونية مطلعة النقاب عن أن تنسيقاً يجري على قدم وساق بين كل من الأردن والكيان الصهيوني بشأن تقدم تنظيم "داعش" في العراق، ونقلت النسخة العبرية لموقع صحيفة "يديعوت أحرنوت"، عن مصدر أردني قوله أن الأيام الماضية شهدت "تعميق للتعاون الأمني" بين إسرائيل والأردن. نوّه المصدر إلى أن تقدم "داعش" في العراق والتواجد المكثف للحركات الجهادية في سوريا، وتواجد قوى "راديكالية" في مناطق أخرى في الشرق الأوسط مثل حافزاً لتكثيف التعاون القائم بين الطرفين. وأشار المصدر الأردني إلى أن ما يجعل أن هناك حاجة لتكثيف التعاون حقيقة أن كلاً من "إسرائيل" والأردن يقعان في "بؤرة استهداف التنظيمات المتشددة"، موضحاً أن تقدم "داعش" دفع بعض الجهات التي تتقاطع معها فكرياً داخل الأردن للإعلان عن تأييدها للتنظيم عبر تنظيم مظاهرات مناصرة له. وفي ذات السياق، نقلت الإذاعة الاسرائيلية، عن مصدر كبير في ديوان رئيس الحكومة الصهيونية بنيامين نتنياهو قوله إن "إسرائيل" تجري اتصالات على أعلى المستويات مع الأردن للتشاور بشأن التطورات الجارية في العراق والتي قد تفضي إلى "تحول جيوسياسي خطير"، سيؤثر على المنطقة بأسرها، وتحديداً على "إسرائيل". وشدد المصدر على أن أكثر ما يعني "إسرائيل" هو ألا تؤثر الأحداث في العراق على استقرار النظام في عمان، على اعتبار أن الأردن يمثل "منطقة عازلة" بين "إسرائيل" والعمق العربي، مشيراً إلى أن عدم استقرار النظام في عمان أو سقوطه يعني خسارة الكيان الصهيوني القدرة على الحصول على إنذار مسبق قبل أي هجوم يمكن أن يتعرض له من الشرق. وأوضح المصدر أن محافل التقدير الإستراتيجي في تل أبيب، سيما "لواء الأبحاث" في شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان" تجري في هذه الأثناء تقييمات معمقة حول تداعيات الأحداث في العراق على "إسرائيل"، مشيراً إلى أن التحولات الجارية يمكن أن تفضي إلى زيادة الأعباء الأمنية على كاهل تل أبيب. وفي سياق متصل، نوهت دراسة حديثة صادرة عن "مركز أبحاث الأمن القومي" الإسرائيلي إلى أن التحولات في العراق قد تفضي إلى تعزيز مكانة إيران في المفاوضات الجارية حالياً بشأن برنامجها النووي في جنيف، بما يمس بمصالح تل أبيب. وأشارت الدراسة إلى أن طهران باتت تعي أن مصالح أمريكا في العراق باتت تعتمد على تعاون طهران، لاسيما في ظل رفض إدارة أوباما التدخل عسكرياً في العراق. ونوّهت الدراسة إلى أن حاجة واشنطن إلى تعاون طهران في كل ما يتعلق بالأوضاع في العراق يمكن أن يفضي إلى إحداث مرونة على مواقفها من البرنامج النووي الإيراني، وهذا يمثل ضربة قوية للموقف "الإسرائيلي"، مشيرة إلى أن تل أبيب استثمرت إمكانيات سياسية ودبلوماسية وعسكرية هائلة في من أجل إقناع الدول العظمى بعدم إبداء مرونة في التعاطي مع الإيرانيين بشأن مستقبل برنامجهم النووي.