قرّرت جمعيات إحياء المزابيين والتنظيمات الشبّانية المنضوية تحت المجتمع المدني المزابي تنظيم اعتصام حاشد أمام مقرّ ولاية غرداية اليوم الأحد للتنديد بما وصفوه بالإهمال والتصفية الواقعة ضدهم على مدار 07 أشهر شهدت فيها أزمة غرداية منعرجا خطيرا ووضع حدّ للانتهاكات الهمجية والخطيرة التي طالما طالت المجتمع المزابي، ولغياب أيّ تجسيد للوعود التي أطلقها المسؤولون، خاصّة خلال حملة الانتخابات الرئاسية في الوقت الذي يسعى فيه الوالي إلى عقد جلسات صلح بين الإخوة الفرقاء. جاء قرار الاعتصام بعد تصاعد وتيرة الأحداث بالمنطقة منذ يوم الثلاثاء الماضي، خاصّة بعد حادثة وفاة الشابّ (اليسع عوف) وتجدّد أعمال العنف واشتدادها في مناطق قريبة من قصر غرداية ناحية حي الحفرة وساحة العقيد لطفي التي استدعت تدخّل وحدات الدرك الوطني التي أوقفت 04 أشخاص وحجزت درّاجات نارية. ويُنتظر أن يحتشد أمام مقرّ الولاية آلاف المزابيين، وهو ما يثير مخاوف من عودة المواجهات بينهم وبين العرب، خاصّة وأن مقرّ الولاية يقع في قلب غرداية النابض وفي بداية أسبوع عمل، أين يتنقّل المواطنون من مختلف بلديات الولاية إلى المصالح الإدارية والمؤسسات العمومية بعاصمة الولاية. وسيرافق هذا الاعتصام إضراب بالموازاة للمحلاّت التجارية والورشات والمصانع، ممّا سيعقّد الوضع الاقتصادي أكثر ممّا هو عليه من الفترة الماضية. ولم يحدّد المحتجّون لائحة المطالب التي سيرفعونها إلى السلطات المحلّية وعلى رأسها والي الولاية، ومدى استعدادهم لإعادة الحياة لطبيعتها في غرداية، وسينتقّل المحتجّون مباشرة بعد انتهاء الوقفة إلى السوق للاجتماع هناك. ويتمّ التحضير للوقفة الاحتجاجية في الوقت الذي أفادت فيه مصادر بأن أجندة والي ولاية غرداية عبد الحكيم شاطر تحمل مشروع عقد جلسات تمهيدية مع الإخوة الفرقاء في غرداية تمهّد للجلوس إلى طاولة واحدة من أجل التصالح والعفو، حيث لم يخف كثيرون صعوبة هذه المهمّة التي يتحمّلها الوالي الجديد نظرا لعودة وضعية غرداية إلى مربعها الأوّل بسقوط الضحية (عوف اليسع) وما صاحبه من عودة انتشار قوات الدرك واستعمالها للقنابل المسيلة للدموع طيلة ليلتين متتاليتين لتفريق الجموع التي عادت هي الأخرى إلى التجمهر والتصارع، ومقاطعة الأعيان المزابيون افتتاح مسابقة حفظ القرآن الكريم بمدينة المنيعة التي دعاهم إليها الوالي لحضور مراسيم افتتاح المسابقة، وامتدّت المقاطعة إلى الطلبة المزابيين الذين كانوا بصدد المشاركة في المسابقة، وكذا الأساتذة الذين يشكّلون لجنة تحكيمها، والتي كانت مقرّر أن تنظّم بمسجد (عمر الفاروق) بمدينة المنيعة.