ينتهز الكثيرون فرصة حلول شهر رمضان المبارك لزيارة بيت الله العتيق، ومع تلك الأجواء الإيمانية الرائعة لم ننس أن نذكركم عبر ركننا بأهمية اتخاذ التدابير الصحية التي تضمن بإذن الله الحفاظ على سلامتكم قبل السفر، إذ وجب على المعتمر مراجعة الطبيب لعمل فحص شامل للتأكد من قدرته على السفر والحركة مع أخذ التطعيمات الوقائية إن أمكن، وإن كان ممن يعانون من دوار السفر وهو عبارة عن الإحساس بالدوخة والغثيان فننصح بالراحة وتناول وجبات طعام خفيفة في حال إبداء نية عدم الصيام، وإذا شعرالمعتمر بالتعب الشديد والذي لا يستطيع أن يكمل به صيامه فعدم الصيام رخصة له شرّعها الله تعالى. عدم التعرض المباشر لأشعة الشمس في ساعات الذروة هي أهم نصيحة للمعتمرين، إلى جانب وضع واقٍ للشمس ومحاولة حماية الرأس وتبليل الوجه من وقت لآخر بالماء مع شرب كميات وفيرة من السوائل تتناسب مع الحركة المستمرة للطواف والسعي، والتأكد من سلامة ونظافة الوجبات الغذائية وانتقاء الأطعمة المحفوظة والمغطاة والبعد عن الوجبات الثقيلة والدسمة والمملحة تجنبا لمشاكل المعدة. ننصح مريض السكري أيضا بأخذ نوع الدواء الذي يتعاطاه بكميات وفيرة معه قبل السفر (إن كان من الأنسولين أو غيره) بالإضافة إلى جهاز لقياس السكر، ويستحسن أن يكون بصحبته من لديه خلفية عن طريقة التصرف في المواقف الطارئة. وننصح بارتداء الملابس فاتحة اللون إن كان المعتمر سيتعرض للشمس لما لها من قدرة على عكس إشعة الشمس بخلاف الألوان الغامقة وأداء المناسك التي تحتاج لمجهود بدني في أوقات الليل، مع حمل قطع من الحلوى أو السكر لتناولها في حالة أي تعرض مفاجئ لهبوط مستوى السكر في الدم وتكون الأعراض كآلاتي: كثرة العرق والرعشة في الأطراف والإحساس بالجوع والصداع والدوخة وزيادة نبضات القلب، ووجب على المرضى الذين يحتمل تعرضهم لآلام الذبحة الصدرية حمل أقراص النيتروجليسرين التي تؤخذ تحت اللسان ومراعاة اصطحاب تلك الأقراص إلى أي مكان يذهبون إليه، والتوقف عن أي نشاط عند الإحساس ببوادر التعب أو الإجهاد ومراجعة أقرب مركز صحي عند عدم حدوث تحسن بعد أخذ العلاج والراحة. الجوع الكاذب... فخ للصائم بعد صيام ساعات طويلة في نهار رمضان وانتظار الأذان بفارغ الصبر يُهيأ لك أنك قادر على التهام مائده الطعام بكل ماعليها بسبب إحساسك بالجوع طوال اليوم، وذلك مايعرف باسم الجوع الكاذب. فالمعدة الخاوية طول نهار رمضان تحتاج لتمهيد أولا لتعمل بكفاءة غير ذلك فستظل تأكل وتأكل دون شبع، لذلك ينصح بالتالي لتنعم بصحة جيدة في رمضان وذلك بالحذر من الجوع الكاذب، ابدأ إفطارك بكوب من اللبن مع التمر لتعوض جسمك الطاقة اللازمة له طوال اليوم ثم صلي المغرب احرص على تناول طبق الشوربة مع بعض النشويات الخفيفة واحرص على مضغ الطعام جيدا، بعد صلاة التراويح يمكنك تناول وجبة الإفطار المتكامله من بروتين وفيتامين ونشويات، حاول الإقلال من تناول الحلويات لأنها مشبعة بالسعرات الحرارية ويمكنك تناولها يومين في الأسبوع فقط، بالإضافة إلى أنه يمكنك تناول بعض من الفاكهة الطازجة بعد الإفطار بساعتين، تناول على الأقل من 8 إلى 10 أكواب مياه بمعدل كوب كل ساعة لتعويض جسمك بالمياه من الصيام، أما بالنسبة للمرضعات والحوامل فينصح تناولهن 3 أكواب لبن يوميا خلال شهر رمضان، أما أصحاب الأمراض المزمنة يجب عليهم استشارة الطبيب قبل الصيام والالتزام بالنظام الغذائي المحدد لهم مع تجنب التعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة في أوقات الصيام، فصحة الصائم تتلخص في الغذاء الصحي المتوازن.