وصلتنا هذه الصورة التي التُقطت لابن الشهيد العاشر لفتنة ولاية غرداية أوجانة حسين.. مرفقة ب(صرخة يتيم)، مما جاء فيها: دفنت رأسي بين الحشود المبتعدة بجثمان أبي العزيز. دفنوك والدي الغالي، وخلّفوك لوحشة القبر، وأنا دفنوا فيّ كلّ جميل وخلّفوني لوحشة الحياة. لماذا قتلوك أبي وأنت الرجل المسالم، لماذا أرادوا أن يكتبوا على جبيني شعار اليتم والآلام الأبدية. نزعوا بقتلك سقف بيتي وأبوابه ونوافذه، وخلّفوني لرياح اليتم الباردة التي أسمع صريرها كأشواك تنزغني من كلّ جهة، وترميني لأقدار مجهولة الهويّة. أهالوا عليك الحجارة أبي، وأهالوا عليّ أثقالاً لا أعرف لها بداية ولا نهاية، لأنك كنت من تحملها بكلّ حبّ ومسؤولية. لمن أحمل إليه شهادتي المدرسية، ولمن ألوذ إليه في ساعة الأزمات وعلى من أرمي أحمالى الدنيوية. والدي الغالي ذهبت عنّي ورحلت بغير رجعة عن دنيا فانية، وأناس حرموني منك ومن طلّتك البهيّة. قالوا إنك شهيد، فقلت أين العدوّ؟ وأين القضية؟ جرّعوني غصص الألم كأساً من بعد كأسٍ، وليس لي سوى ربّا شافياً ومعيناً على البلية. أنسي أنّك بجوار ربّك وجنان الخلد السرمديّة. أسألك ربّي أن تخرج قلوباً غارقة في أوحال الجاهلية وتذيقها مرارة الألم كي لا تحرم أطفالاً مثلي من فرحتهم الطفولية. رحماك ربّي أسألك أن تجمع شملنا في جنان الخلد العالية.. آمين.