فجرت وسائل الإعلام الوطنية مؤخرا فضيحة من العيار الثقيل , هزت الرأي العام الوطني و فتحت مجددا باب القيل و القال بخصوص معاناة منظومتنا الصحية من أمراض الإهمال , التسيب و اللاعقاب , هذه الفضيحة التي نحن بصدد لطمها و تطبيرها لما خلفته من عميق الأثر في نفوس الجزائريين , تمثلت في رمي أجنة ميتة و أعضاء بشرية مستأصلة بطريقة " وحشية " و مقززة في المفرغات العمومية و القمامات و كأنها بقايا أكل منزلية لا تصلح للإستهلاك اليومي , فأية معايير أخلاقية هذه , التي تسمح لهذه العيادات و المشافي الطبية بالقيام بمثل بهذه الجرائم الإنسانية البشعة ؟ ولماذا قام الأطباء يا ترى ب " ركلها " في المزابل و القمامات لتنهشها الكلاب و تمزقها القطط الجائعة ؟ و هل انعدمت عندنا أفران الحرق الإصطناعية حتى يقوم هؤلاء الب... شّر بهذه الفعلة الشنيعة الخطيرة ؟ , الغريب في الأمر , هو أنه حتى ذلك الغراب المذكور في القرآن لم يقم بمثل ما قام به هؤلاء المرضى النفسيين و عديمي الضمير ... , حيث أنه و كما جاء في ذكره الحكيم قام بدفن غراب آخر تقاتل معه في باطن الأرض حتى يواري سوءة أخيه و ثانيا ليحافظ هذا الطائر على التوازن الطبيعي و البيولوجي و لم يتركه للنسور و الضباع و الوحوش تأكله و تقطعه إربا إربا ؟!! , و لكن للأسف أضحى الآدمي في بلادنا - عفاكم الله - زبالة يرمى على قارعة الطريق و في المفرغات العمومية كما يرمي الجزار أحشاء الغنم و البقر في حاويات القمامات و القاذورات , والملفت للانتباه أنه و بالرغم من بشاعة تلك الصور التي أماطت وسائل الإعلام الوطنية عنها مؤخرا اللثام في صفحاتها الأولى إلا أن القائمين على قطاع الصحة في بلادنا لم يحركوا ساكنا لحد الآن بل أنهم لم يكلفوا أنفسهم حتى عناء التنديد بمثل هذه السلوكات الشنيعة التي أثارت سخط و غضب الجزائريين , فهذه الفضيحة جاءت لتؤكد و للمرة الألف أن قطاع الصحة لا يزال مثخنا بالأمراض المزمنة و أن علاجها لا ينبغي أن يكون باللقاحات و المسكنات الظرفية و الضمادات غير المعقمة و الجرعات المنتهية الصلاحية " البيريمي " ... إلخ , فالمسألة أضحت خطيرة و لا يجب أن نتساهل معها هذه المرة , لأن الأمر يتعلق هنا بأبسط أخلاقيات المهنة التي تقتضي منا على الأقل , احترام الميت و دفنه بالطريقة المتعارف عليها و حرق جميع الأعضاء البشرية المبتورة في أفران الحرق الإصطناعية حتى ندرأ و نتجنب انتشار الأمراض المعدية و الفيروسات الخبيثة و القاتلة التي من شأنها التأثير على الصحة العمومية للمواطنين , لكن للأسف هؤلاء " الدمويون " عفوا الأدميون فضلوا أسهل الطرق , بعيدا عن أعين الرقابة التي تمنع مثل هذه التصرفات اللابشرية , و السؤال الذي نطرحه على هؤلاء عديمي الرحمة و الشفقة هو هل تقبلوا أنتم أن " نقذف " بجثث آبائكم و أمهاتكم و أبنائكم ... إلخ في ثلاجات مصالح حفظ الجثث بالمستشفيات و تنتظروا عدة شهور حتى تتسلمون رخصة الدفن في المقابر ؟, و هل أنتم مستعدون لرؤية فلذات أكبادكم و أجنتكم البريئة التي تخرج من أصلابكم و هي مرمية بطريقة بشعة على قارعة الطرقات , تأكلها الكلاب و القطط و حتى الذئاب و تنهشها نهشا ؟ و ماهو السبب الذي دفعهم إلى رميها في هذه الأماكن غير المرخصة بالتفريغ , ألا يعلم هؤلاء الأطباء " الطايوان " بأنها قد تكون مصدرا لإصابة أطفالنا بالطاعون و مختلف أمراض أزمنة العصور الوسطى , أم أن رائحة المال و النقود أنظف وأزكى من هذه الأعضاء البشرية النتنة ؟ المهم أن الجريمة وقعت و أن رؤوس هؤلاء الب ... شّريين قد أينعت و حان قطافها بسيف القانون و العدالة حتى لا تتكرر مثل هذه السلوكات غير الأخلاقية و اللاحضارية مستقبلا