نسفت المؤسسة العسكرية، مرة أخرى، أحلام المغامرين، من خلال تجديد رفضها التدخل في الشأن السياسي، والدعوة إلى "عدم إقحام الجيش في مسائل لا تعنيه، لأنها بعيدة كل البعد عن مهامه والتزاماته"، وهو ما يعتبر ردا على بعض "المتوهمين" الذين طالبوا بأن يرمي الجيش بثقله في السياسة. وحملت افتتاحية مجلة "الجيش" الشهرية، لسان حال وزارة الدفاع الوطني، في عددها الخاص بجويلية، صفعة أخرى للمطالبين بحشر المؤسسة العسكرية في السياسة، حيث جاء فيها أن "الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني، شارك غداة الاستقلال (1962) في بناء مؤسسات الدولة وتسييرها. أما اليوم، وبعد ربع قرن من اعتماد التعددية الحزبية وانسحاب الجيش من الساحة السياسية نهائيا، فإنه تفرغ لبناء جيش عصري محترف، يؤدي مهامه الدستورية، مع الحرص الكامل على النأي بنفسه عن كافة الحساسيات والحسابات السياسية". وأضافت مجلة الجيش أن "قيام الجيش بمهامه بكل إخلاص، يتطلب الالتزام بما يمليه الواجب والقانون بكل انضباط، كما يستوجب الوعي بأن المحافظة على صورة ومكانة الجيش الوطني الشعبي، وتجنب إقحامه في مسائل لا تعنيه، يعد واجبا وطنيا تمليه المصلحة العليا للدولة، وتفرضه دواعي ضمان مستقبلها وحماية حدودها، وحفظ سيادتها الوطنية وتوفير أسباب أمنها وتدعيم دفاعها الوطني". وحسب المجلة: "سيظل الجيش الجزائري حاميا للجزائر، ومحافظا على طابعها الجمهوري، ومتمسكا بالمهام التي خولها له الدستور، لا يحيد عنها أبدا مهما كلفه ذلك من تضحيات". وليست هذه المرة الأولى التي يرفض فيها الجيش الوقوع في فخ السياسة، حيث يبدو منشغلا أكثر بمهامه الدستورية كمؤسسة جمهورية محترفة، وهو الأمر الذي ساهم في تحسن أدائه، حيث تبوأ الجيش الوطني الشعبي المرتبة 31 دوليا، بين أقوى جيوش العالم، والثالثة عربيا بعد مصر والسعودية، متقدما على جاره المغربي ب 34 درجة في الترتيب العالمي حسب تقرير نشرته مجلَّة "بزنسْ إنسايدْرْ" الأمريكية. وقد شملت الدراسة العلمية 106 جيوش واستندت في الترتيب على عدة مؤشرات وعوامل، من بينها الميزانيَّة التي ترصدها الدول لجيوشها، وعدد أفراد الجيش، والعتاد الذي يتوفر عليه كل جيش، وهو ما أهل الجيش الوطني الشعبي لأن يتصدر مرتبة متقدمة من بين 106 جيوش من كل قارات ودول العالم، بينما تصدر الجيش المصري المرتبة الأولى متبوعا بالجيش السعودي ثم الجزائري وبفارق نقاط ضئيلة فقط، بينما كشفت أرقام الدراسة الأمريكية عن أن الجيش الجزائري يتقدم على نظيره المغربي ب 34 نقطة ضمن الترتيب العالمي، إذ يحتل المرتبة 31 عالميا.