خص لاعب أنتر ميلان الإيطالي ونجم المنتخب الوطني الجزائري سفير تايدر قناة (بين سبورت) بالولاياتالمتحدةالأمريكية حيث يقيم تايدر رفقة ناديه بلقاء مطول تحدث فيه عن الكثير من النقاط منها مستقبله في الأنتر، وانعكاسات المشاركة الإيجابية للمنتخب الوطني في مونديال البرازيل، وأشياء أخرى ارتأينا أن نختار لكم أهمها في هذا الحوار. وجودك ضمن تعداد فريق الأنتر بمعسكر الولاياتالمتحدةالأمريكية هل يعني بقاءك في الأنتر؟ حاليا أنا ضمن تعداد فريق الأنتر ميلان تحسبا للموسم الجديد، ولم يحدثني مدرب الفريق أو رئيس النادي أو أي عضو آخر عن نية النادي بتسريحي إلى فريق آخر. هل يراودك الشك عن نية إدارة الأنتر أو الطاقم الفني بالاستغناء عن خدماتك؟ لا أظن ذلك، فلوم كانت هناك نية من طرف الجهاز الفني أو الإداري لما رافقت الفريق إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، بل أكثر من ذلك لم يصدر أي قرار أو حتى تلميح من أي كان في فريق الأنتر عن نيتهم بالاستغناء عن خدماتي. إذا أنت سعيد في الأنتر؟ كل السعادة، فالحمد لله أنا ألعب لفريق كبير بحجم أنتر ميلان، صاحب الأمجاد العريقة، وسعادتي الكبيرة تكمن ببقائي في الفريق للموسم الثاني على التوالي، فلو لم أنل رضا الطاقم الفني والإداري وحتى أنصار النادي لما تم الاحتفاظ بي، بل لكان اسمي ضمن قائمة المسرحين. هل أنت راضٍ بما قدمته لفريق الأنتر خلال الموسم الماضي؟ كل الرضا، صحيح أنني لم ألعب مباريات كثيرة، وهذا أمر طبيعي، كوني قدمت من فريق بولونيا، زد على ذلك أنني أفتقر إلى الخبرة اللازمة للدفاع عن ألوان فريق الأنتر، لكن من خلال المباريات التي لعبتها الموسم الماضي يمكن القول إنني نلت بها رضا الجميع في فريق الأنتر، وكما سبق وأن قلت لكم من قبل أني سعيد جدا بما قدمته لفريق الأنتر مند التحاقي به الموسم الماضي. هل فكرت في يوم ما بترك فريق الأنتر؟ لم يخطر ببالي ولو لحظة واحدة بتغيير ألوان فريق الأنتر، فلا أظن أن لاعبا ما بحجمي لا يتمنى اللعب لفريق الأنتر. كيف هي تحضيرات الأنتر بالولاياتالمتحدةالأمريكية؟ التحضيرات تجري على أحسن ما يرام وفق البرنامج المسطر من طرف الجهاز الفني، والفريق يشكل عائلة واحدة، لا وجود لا فرق بين لاعب أساسي وآخر احتياطي، نعمل في أجواء جيدة، من أجل دخول الموسم الجديد بأتم الاستعداد، فكما لا يخفي على أحد أن فريق الأنتر كان قد أنهى الموسم الماضي خارج المراتب الثلاث الأولى في الكالتشيو كما فشل في الفوز بكأس إيطاليا وبأي لقب قاري، كل هذا دفع بالإدارة المسيرة الحالية إلى إحداث تغييرات جذرية في النادي، باستقدام العديد من العناصر، كم تم تغيير الجهاز الفني لإعطاء دفع إيجابي للنادي لحصد الألقاب. في نظرك هل هاته التغييرات ستجدي فريق الأنتر؟ أكيد ستفيده كثيرا، وأنا على يقين أننا سنتوج بأحد الألقاب خلال الموسم المقبل. لنترك فريق الأنتر جانبا، ما تعليقك بخصوص المنتخب الجزائري، خاصة بعد مشاركته الرائعة في مونديال البرازيل؟ مشاركتنا الإيجابية في مونديال البرازيل، ستضعنا مستقبلا أمام حتمية الفوز، فلا يرضى الجزائريون مستقبلا من منتخبهم أي تعثر، فالمنتخب الذي قهر كوريا الجنوبية وروسيا ووقف الند للند في وجه منتخب ألمانيا بطل العالم، مطالب بهزم منافسه في كأس أمم إفريقيا. مادام الأمر كذلك تصفيات كأس أمم إفريقيا 2015 على الأبواب، كيف تنظر إلى هاته التصفيات خاصة وأن منتخب الجزائر سيواجه منتخبات مالي واثيوبيا والمتأهل بين البنين ومالاوي؟ المنافسات القارية أصعب بكثير من مباريات المونديال، فلو عدنا إلى مشاركتنا في كأس أمم إفريقيا الأخيرة بجنوب إفريقيا نجد أن المنتخب الجزائري خرج في الدور الأول بهزيمتين وتعادل، لكن العكس بالنسبة لمباريات المونديال، فقد بلغنا الدور الثاني وقدمنا مباراة رجولية أمام ألمانيا، لهذا السبب أتوقع مشوارا صعبا في تصفيات كأس أمم إفريقيا المقبلة، صحيح أن من كل مجموعة سيتأهل إلى النهائيات منتخبان من بين أربع منتخبات، لكن الأمر لن يكون سهلا، خاصة وأن تركيبة المنتخب الجزائري تضم مالي وأثيوبيا وربما منتخب البنين، وكل هاته المنتخبات سبق لها وأن شاركت في الدورة الأخيرة بجنوب إفريقيا. أين تكمن صعوبات المنتخبات القارية؟ في مقدمة هاته الصعوبات نجد المناخ، فدول القارة الإفريقية تمتاز بمناخها الحار، وبما أن جل لاعبي المنتخب الجزائري يلعبون في النوادي الأوروبية فلسنا متعودين على اللعب تحت درجة حرارة أكثر من 35 درجة، زد على ذلك طبيعة المباريات في القارة الإفريقية، ولا ننسى سوء التحكيم، حيث ينحاز دوما إلى المنتخبات المحلية، كل هذا يصعب علينا كلاعبين في المنتخب الوطني الجزائري الظهور بمظهر مباريات المونديال. هل تتوقع تأهل الجزائر إلى النهائيات؟ أكيد أتوقع ذلك، وبما أن الدورة النهائية ستقام في المغرب، فسنبذل قصارى جهدنا لبلوغ النهائيات، وسنقول بإذن الله تعالى كلمتنا في المغرب. الفوز بالكأس؟ إن شاء الله، خاصة وقد مضى على آخر تتويج للجزائر بكأس إفريقيا حوالي نصف قرن، فهدفنا في المغرب إن تاهلنا بإذن الله تعالى الفوز بالكأس ولا شيء آخر. ماذا تقول في ختام حديثنا هذا؟ أتقدم بالتهاني الخالصة إلى الأمة العربية والإسلامية بحلول عيد الفطر المبارك، كما أتقدم بالشكر الجزيل إلى جميع العرب والمسلمين الذين ساندونا خلال المونديال الأخير، وأقول للجزائريين أنتم دوما في قلبي... سفير تادير ... الطائر الذي أدار ظهره لتونس من أجل الجزائر ولد سفير سليتي تايدر في ال29 من شهر فيفري عام 1992، في بلدية (كاستر) التابعة لأحد أكبر المقاطعات الفرنسية (ميدي بيرينه) الواقعة في الجنوب الفرنسي، من عائلة مكونة من أب تونسي وأم جزائرية، أين ترعرع ونشأ الفرانكو تونسي- جزائري، وسط حي عرف فيه ولعه بالساحرة المستديرة، حيث كان يمارس اللعبة رفقة أقرانه الذين كان يفوقهم عزيمة وطموحا لكونه لقي تشجيعا منقطع النظير من العائلة، وخاصة من الأب والأخ الأكبر (نبيل) الذي يفوقه بعشر سنوات والذي بدأ ممارسة اللعبة قبله. مدرسة كاستر الكروية كانت أول مرحلة في مشواره بدأ النجم ذو الأصول المغاربية تلقي أبجديات الكرة المستديرة وهو في سن السادسة، وبالضبط في مدرسة مسقط رأسه (أف. سي. كاستر)، أين تلقى تايدر تكوينا مدرسيا رياضيا يعنى بكرة القدم، حيث قضى فيه مدة ثماني سنوات كاملة استفاد منها بشكل كبير، أين عرف من خلالها عدة قواعد في هذه اللعبة أبرزها الانضباط والروح الرياضية، الأخلاق العالية وروح المنافسة، وكان أبرز ما جنى منه الفتى الموهوب من هذا التأطير جسما رياضيا وبنية مورفولوجية قوية، كانا لهما الأثر الإيجابي على لاعب نادي بولونيا الحالي. مر بنادي آلبي الرياضي قبل الانتقال إلى غرونوبل بعد قضاء أكثر من ثماني سنوات تدرج من خلالها في الفئات الشبانية في نادي (أف. سي. كاستر)، انتقل اللاعب الموهوب إلى مدينة آلبي القريبة من مسقط رأسه في الجنوب الفرنسي، لينخرط في نادي (اتحاد ألبي الرياضي)، أين كان عمره لم يتجاوز بعد ال15 سنة، وهنالك قضى تايدر موسما واحدا، ولأنه كان يملك طموحا واسعا أراد سفير أن يكون في مدرسة ناد كبير يكون فريقه الأول ينشط في دوري الدرجة الأولى الفرنسي، فاقترح عليه الالتحاق بمدرسة نادي غرونوبل، من طرف بعض المتابعين والكشافين الذين كانوا مهتمين به، ليشد الشاب الصاعد الرحال من جديد عام 2007 إلى مدينة غرونوبل. تألق في الفريق الثاني لمدرسة غرونوبل في مدينة غرونوبل لم يكن المقربون من تايدر يتوقعون أن مستواه سيرتفع بسرعة في مدرسة هذا النادي الواقع في جنوب شرق فرنسا، حيث اكتشف الفرنسيون في سفير تايدر موهبة صاعدة وجب صقلها والاستفادة منها في المستقبل القريب، فكان على عاتق المدربين في تلك المدرسة تأطير تايدر من خلال منحه فرص للبروز في المباريات التي يشارك فيها الفريق الثاني في صنف الآمال، حيث استغل اللاعب هذه الفرصة وأثبت للجميع أنه يستحق التفاتة أكثر من المسؤولين على هذا الفريق. أول عقد احترافي مع غرونوبل واللاعب يكتشف أجواء الليغ1 بعد مرور عامين عن التحاقه بمدرسة غرونوبل الفرنسي، وبعدما قدم مستويات ومهارات عالية في الفريق الثاني لنادي غرونوبل، تشجعت إدارة هذا الأخير عندما قررت ترقية اللاعب الفرانكو- جزائري، إلى صنف الأكابر، ليوقع سفير تايدر أول عقد احترافي له في موسم 2009-2010 لمدة ثلاث سنوات وهو لم يكمل بعد ربيعه ال17، وسجل الفرانكو-جزائري أول ظهور له بقميص ناديه الجديد في البطولة الفرنسية، خلال آخر مباراة لفريقه في ال10 من شهر ماي عام 2010 أمام متصدر (الليغ1) في ذلك الوقت نادي مرسيليا، يذكر أن تايدر لم يلعب كثيرا في موسمه الأول مع غرونوبل، لكون الفريق كان يصارع في ذلك الموسم على البقاء، والذي لم ينجح في تحقيقه ليسقط النادي لدوري الدرجة الثانية الفرنسية بعد احتلاله المركز الأخير برصيد 23 نقطة. قدم أول موسم استثنائي له مع غرونوبل في الليغ2 قدم (الفنك) الجزائري القادم أول موسم استثنائي له مع نادي غرونوبل في دوري الدرجة الثانية الفرنسي موسم 2010-2011، حيث كان تايدر رقما مهما في تشكيلة نادي جنوب الشرق الفرنسي، بعد أن حظي بمكانة أساسية في الفريق استطاع منها أن يقدم عروضا ومستويات قوية خلال 28 مباراة، لعب منها 25 لقاء كأساسي سجل فيها هدفا وحيدا، للعلم أن مركز تايدر هو وسط ميدان هجومي، حيث يساهم كثيرا في بناء اللعب، ولكن المشاكل المالية التي كان يتخبط فيها فريقه في ذلك الموسم، تقرر معاقبة النادي من طرف الرابطة الفرنسة لكرة القدم، بإسقاطه للدوري الدرجة الخامسة، فكان على تايدر البحث عن فريق جديد وربما تغيير الأجواء الفرنسية تماما. اللاعب كان متابعا من عدة أندية أوروبية وإيطاليا كانت وجهته مع تألقه في فريقه السابق في البطولة الفرنسية الثانية، كان سفير تايدر مراقبا من بعض كشافي الفرق الأوروبية، ومنذ ولوجه عالم الاحتراف في كرة القدم، كان يسر لمقربيه أنه يريد خوض تجربة في الدوري الإيطالي في المستقبل، ولأن العديد من الأندية الأوروبية اتصلت به من أجل الاستفادة من خدماته، فرح كثيرا تايدر باهتمام نادي بولونيا الإيطالي به، فقرر دون تردد الانتقال إلى إيطاليا وخوض التجربة التي لطالما أراد أن يعيشها ويكتشف أجواءها، ليوقع عقده الاحترافي الثاني في الرابع من شهر جويلية عام 2011 والذي يدوم إلى غاية عام 2015. ظهر بوجه مشرف خلال أول لقاء له في السري آ أمام الميلان سجل تايدر أول مشاركة له تحت ألوان ناديه الإيطالي الجديد، في شهر نوفمبر 2011، وكان ذلك لحساب لقاء كأس إيطاليا الذي جمع فريقه بأف سي كروتون، وبعد شهر من ذاك اكتشف الفرانكو- جزائري أجواء وقوة دوري الدرجة الإيطالية الأولى، من خلال أول ظهور له أمام فريق إيطالي كبير هو نادي الميلان العريق، أين استطاع أن يسجل تايدر ظهورا مشرفا في هذا اللقاء منذ إقحامه كبديل، خاصة وأنه ساهم في تحقيق التعادل أمام خصم عنيد مدجج بنجوم عالمين، الذين احتك بهم لأول مرة في مسيرته الكروية، وكان أبرزهم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش، باتو وروبينيو البرازيليين. مباراة نابولي كانت نقطة تحول في مشواره الحالي بإيطاليا لحساب الجولة ال18 من الدوري الإيطالي موسم 2011-2012، وفي لقاء احتضنه ملعب (سان باولو) بمدينة نابولي، وهو اللقاء الذي أشرك فيه المدرب السابق لنادي بولونيا بيار باولو، الفتى الموهوب كأساسي في تشكيلته، أظهر تايدر مستوى أبهر به من تابع ذلك اللقاء القوي الذي جمع فريقه بمضيفه نابولي، حيث ساهم بشكل كبير مع رفاقه في فرض التعادل على أصحاب الأرض بنتيجة (1-1)، في مواجهة اختير فيها لاعب الخضر المقبل رجل اللقاء، ونال بعدها صاحب ال20 ربيعا في ذلك الوقت ثناء كبيرا من طرف الطاقم الفني لفريقه ومن زملائه على وجه خاص، كما زادت شعبيته لدى جماهير نادي بولونيا الإيطالي المعروفة بعشقها المجنون لفريقها. مثّل المنتخب الفرنسي في الفئات الشبانية بالعودة إلى بداية المشوار في فرنسا ولأنه تألق منذ الصغر في نادي غرونوبل الفرنسي، كانت لتايدر فرصة حمل قميص المنتخب الفرنسي ليمثل (الديوك) في مختلف اللقاءات الدولية التي خاضها المنتخب الفرنسي، والتي منها تصفيات كأس أوروبا للأمم لأقل من 19 سنة، أين ساهم في تحقيق تأشيرة التأهل إلى البطولة الأوروبية التي ستقام في إيطاليا هذا العام، بعد أن سجل هدفين خلال خمس مباريات خاضها في هذه التصفيات، كما سبق له وأن لعب ثلاث لقاءات دولية ودية في فئة أقل من 18 سنة، أما عن آخر مشاركة له مع (الزرق) فكانت مع منتخب أقل من 20 سنة، حيث سجل حضوره في ثلاث مناسبات ودية لم يحرز فيها أي هدف. التألق في مونديال البرازيل بعد أن ساهم بقسط كبير في تأهل الجزائر إلى نهائيات كأس العالم الأخيرة، قدم سفير تايدر خلال مباريات المونديال مستوى رفيعا جدا، فحتى وإن لم يسجل أي هدف إلا أنه نال احترام الجميع بأدائه المميز، فنال الاحترام والتقدير من طرف الجميع، الأمر الذي دفع بإدارة فريقه الحالي الأنتر بالاحتفاظ به، بطلب من الجهاز الفني كون مدرب الأنتر يعلم بقدرات هذا اللاعب الكبير الذي يبقى أحد النجوم القادمة في سماء (الكالتشيو).