السؤال: أدت والدتي فريضة الحج قبل ذلك مرة واحدة وفي هذه الأيام تريد أن تكرر الحج مرة أخري ولكن أشار عليها إخوتي بأن توجه نفقة الحج إلى جهة خيرية، فأيهما أفضل: الحج مرة أخرى أم الانفاق على إحدى هذه الجمعيات التي يقوم عليها أهل الخير؟ * من المعلوم لكل مسلم أن الله فرض الحج على المستطيع مرة واحدة في العمر كله فقد روي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "أيها الناس إن الله كتب عليكم الحج فحجوا" فقال رجل: أفي كل عام يا رسول الله؟ فسكت حتى قالها الرجل ثلاثا فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لو قلت لوجبت ولما استطعت" وفي رواية أن النبي صلى الله عليه وسلم رد على السائل بقوله: الحج مرة فمن زاد فهو تطوع. أي أن تكرار الحج ليس واجبا وإنما هو تطوع وفي حال التطوع ينبغي على المسلم أن يقدم الأهم على المهم، ولا شك أن توجيه نفقة الحج إلي المساعدة في إنقاذ حياة أو إخراج أسرة من ضائقة أو علاج مريض يعاني ويلات الألم أولى من تكرار الحج. والله عز وجل أكرم من أن يحرم السائلة وأمثالها من الجزاء العظيم على هذه النية الطيبة التي صرفتها عن الحج والعمرة. وقد جاء في بعض المأثورات أن رجلا سافر إلى الحج فرأى في طريقه بعض الفقراء ألجأتهم الحاجة إلى أكل الميتة فأعطاهم ما معه ورجع إلى بلده دون أن يحج فأعطاه الله ثواب الحج. وتدعونا روح التشريع الإسلامي دائما إلي تقديم الواجبات على المندوبات وإذا كانت السائلة تحرص على تكرار الحج لتحظى بما يشتهر على ألسنة الناس من قول نسبوه إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من حج حجة أدى فرضه ومن حج ثانية داين ربه ومن حج ثالثة حرم الله شعره وبشره على النار" فإن هذا لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم وعليك أيتها السائلة أن تأخذي بنصيحة ولدك وأن توجهي هذا المال إلى وجه من وجوه الخير وهي كثيرة في بلادنا.