يعتقد بعض الناس أن وجود أدوية كثيرة في المنزل هو أمر ضروري، كما يظنون أن الاحتفاظ بالدواء وتخزينه بالثلاجة قد حقق لهم إنشاء صيدلية منزلية، معتمدين على حدسهم الشخصي في تحديد الأمراض التي يتعرض لها أفراد العائلة بشكل متكرر. وتكتظ أقسام الاستعجالات ليلا بالمصابين بجروح أو بنوبات ألم، الذين لم تُجْدهم صيدلياتهم المنزلية أي جدوى، وذلك لأنهم لم يقتنوا الدواء حسب ما هو مطلوب، بل حسب انتقائهم الشخصي. وهذا الاقتناء يجعلهم يعيشون مطمئنين، دون أن يقلقوا على وضعياتهم الصحية الحقيقية، أو تجاه ما يطرأ من الحوادث غير المنتظرة، معتقدين تماما أنها ستغنيهم عن اللجوء إلى الطبيب في أوقات متأخرة، وغافلين عن أن الصيدلية المنزلية هي للإسعافات السريعة إلى أن يصل المصاب إلى الطبيب، وليس للعلاج الذاتي. ومن الخطير أيضا أن ينسى أفراد الأسرة التأكد من وقت لآخر من تاريخ صلاحية الأدوية المتواجدة في الصيدلية المنزلية، والتخلص من أي أدوية انتهت فترة صلاحيتها أولا بأول، لأن ذلك قد يسمح بحدوث أمور أخطر من الإصابة الطارئة بجرح أو مغص. أخطر ما في الحوادث المنزلية أنها تحدث بصورة مفاجئة تباغت الجميع الذين لا يكونون مستعدين للتعامل معها. وفي هذه الحالة فإن عدم توافر بعض الأشياء البسيطة كالمطهر أو القطن والشاش واللاصق الطبي في المنزل قد يسبب مشكلة يعاني منها المصاب، ولذلك يجب توفر حقيبة أو صيدلية منزلية في كل بيت تحتوي على الأدوية المناسبة للحوادث الطارئة. أن تكوين الصيدلية المنزلية يخضع إلى معيار عام يتم العمل به عبر العالم، غالبا ما تكون علبة خشبية أو وعاء ذي غطاء وحجم مناسب توضع عليه علامة مميزة وتوضع بعيداً تماما عن متناول الأطفال، ويجب أن يراعى عند شراء أي أدوية للصيدلية المنزلية أن تكون ذات فترة صلاحية ممتدة نوعاً ما، أي أن يتم شراء الأدوية المنتجة حديثاً قدر الإمكان، وكذا مراعاة كون بعض الأفراد لديهم حساسية من بعض أنواع الأدوية أو مركباتها، وبالتالي اقتناء أدوية لا تسبب حساسية لأفراد الأسرة، عبر أخذ رأي الطبيب في ذلك. ومحتويات الصيدلية المنزلية المنصوح بها من قبل الأطباء كافة هي: لفافات من القطن، -شاش الجروح المعقم، شاش الحروق، المواد المطهرة لتنظيف الجروح الصغيرة والكدمات، الملاقيط الصغيرة لاستخراج وإزالة شظايا الزجاج أو الخشب الصغيرة، لفائف لاصقة، أربطة ضمادات للالتواءات المفاجئة بالمفاصل، أغطية معقمة توضع فوق الجروح، عيدان تنظيف الأذن لاستخدامها في وضع المطهرات الملونة على الجرح، مراهم الطفح الجلدي والبثور واللسعات والحروق، ثم مسكنات للألم والصداع ومهدئات المغص والإسهال والهضم للقيء، وأخيرا مضادات حيوية تصلح لأكثر من موضع بالجسم.