تعتبر علب الإسعافات الأولية ضرورة لا غنى عنها في أي مكان، خاصة في المنزل والسيارات وحتى في الخرجات والنزهات. تتوفر أساسا على: رباط ضاغط، وضمادات، وشاش معقم، وقطن طبي، ومطهر، وغيرها من الأشياء الضرورية عند حدوث أي طارئ. لا ترتبط الإسعافات الأولية بمكان ما، إذ تستوجب الحاجة لها في المنزل أو الشارع أو مكان العمل أو المدرسة أو الجامعة أو أماكن العطلات والإجازات. فقد يقع كثير من الناس في مأزق وحيرة عندما يتعرض شخص لجرح نتيجة حادثة، أولنوبات مرض ما، ويقفون إزاءها عاجزين عن تقديم بعض الإسعافات للمصاب قبيل نقله إلى أقرب مستشفى أو عيادة طبية إن تطلب الأمر ذلك. صيدلية منزلية تشير ربة بيت صادفناها في صالون اللياقة والجمال المنتظم مؤخرا بالمركز التجاري ''القدس'' بالشراقة، إلى أنها لم تكن على علم بأهمية وجود صندوق الطوارئ في المنزل إلا عند إصابة طفلها بجرح عميق جراء كسره لكأس زجاجية، مما سبب له نزيفا بيده. وتضيف أنها أصيبت بالهلع ولم تعرف كيف تتصرف مما جعله يفقد دما كثيرا لحين وصوله للطوارئ، موضحة أنها منذ تلك الحادثة حرصت على توفير الأدوات اللازمة كالضمادات والمطهرات العامة ومراهم الحروق وغيرها. إلا أن الحال يختلف مع سيدة بيت أخرى؛ فعملها في إحدى المستشفيات ساهم في معرفتها بأهمية توفير صندوق الإسعافات الأولية في منزلها. وبينت المتحدثة أنها وخلال تكوينها بشبه الطبي تلقت تدريبات حول كيفية القيام بإسعاف حالة طارئة دون الإصابة بالهلع أو إضاعة الوقت، مشيرة إلى الدور الذي لعبه هذا التدريب في إنقاذ والدتها عندما تعرضت لأزمة قلبية في المنزل. ويصف مواطن تحدث إلينا وهو يشتري علبة إسعاف من جناح خاص بالمعرض إن الوعي الصحي للناس في تطور مستمر خصوصا مع تزايد انتشار وسائل التثقيف. ويضيف أنه وبحكم عمله في البحرية فهو معرض على الدوام للحوادث، لذلك فإنه يعتبر علبة الإسعافات الأولية أكثر من ضرورة في المنزل، بل يؤكد أنه يحرص على تلقين أولاده مبادئ الإسعاف الأولي، لاسيما الخاصة بالإغماءات والحروق وغيرها. ويضيف أن الأطفال يواجهون مشاكل صحية متكررة، وعليه يجب التنبؤ بارتفاع الحرارة من قبل الأهل وذلك بتوفير ميزان للحرارة ثم اللجوء لخفض الحرارة بوضع كمادات باردة، مشيرا إلى توفر الكمادات الصحية في الصيدليات التي تستخدم لحين وصول الطفل إلى الطوارئ. من أساسيات عمليات الإسعاف من جهة أخرى تعد علبة الإسعافات الأولية من أساسيات عمليات الإسعاف الأولي التي يجب توفرها في أماكن العمل والمنازل والسيارات. كما تشرح الآنسة بن أعراب مريم صاحبة مؤسسة شبه الطبي ''الأزرق'' والتي شاركت بصالون ''القدس'' وعرضت مختلف المواد الصيدلانية وشبه الصيدلانية ومنها علب الإسعافات وأهم المواد الواجب توفرها في الحقيبة وهي ضمادات العيون والمطهر والأربطة والضمادات والمقص الطبي والقطن ولاصق الجروح ولفات أسطوانية بأحجام مختلفة وشاش بأحجام مختلفة. إضافة إلى محلول طبي معقم وكيس ثلج وضمادات للحروق والجروح بأحجام مختلفة. تقول المتحدثة إن الاهتمام بمجال الإسعافات يخص أصحاب المجال أكثر مثل الأطباء والممرضين، ولكن ذلك غير منطقي ''فالناس كلهم معرضون للحوادث، ولذلك فمؤسستنا تقترح تشكيلة مواد صيدلانية أساسية في الإسعاف ومنها علبة الإسعافات الضرورية جدا في كل منزل. فالمرأة تهتم بصحتها وصحة أسرتها ولذلك ارتأينا أن نقترح على المرأة جانبا آخر من الاهتمام بأسرتها''. أما فكرة الاهتمام بعلبة الإسعافات فترجعها المتحدثة إلى أن ''النصائح الطبية تقدم ولكنها تنسى فأثرها لا يدوم، ونحن من خلال مشاركتنا في مثل هذه التظاهرة نريد التأسيس لثقافة توعوية دائمة، فعافية الأسرة تبدأ بالدرجة الأولى من اهتمام المرأة بعافيتها أولا، كما أننا لاحظنا أن المواطن الجزائري يقصد المستوصف بسبب جرح بسيط يمكنه لوحده معالجته بالمنزل، ولذلك حاولنا تقديم البديل الذي يحافظ على صحة الأسرة بطرق بسيطة وسريعة''.