أكد الأطباء العموميون ازدياد مع كل فصل صيف الإصابات من الأمراض التي تبدو أنها غير خطيرة في حين يمكنها أن تكون ذات نتائج وخيمة إذا ما لم تتم العناية بها في الوقت المناسب، حيث يمكن مواجهتها عن طريق إجراءات بسيطة، بمباشرة العلاج الأولي قبل زيارة الطبيب بما يتوفر من أدوية مخففة موجودة في صيدلية المنزل، والتي غالبا ما تغيب عن البيوت الجزائرية على الرغم من أنها تعتبر حلقة أساسية في التخفيف من حدة المرض خاصة لدى الأطفال كالحمى مثلا أو آلام الرأس أو البطن أو حتى الجروح الخفيفة، قبل الكشف من قبل الطبيب. يتعرض الأشخاص في المنازل إلى الحوادث الحادة منها والبسيطة، حيث لابد من معالجتها ومداواتها كي لا يتمكن المرض من الاستفحال أكثر، لذا يجب مراعاة العديد من الشروط في جمع محتوياتها، فالصيدلية المنزلية أو حقيبة الإسعافات الأولية من المهم تواجدها في كل مكان فكما نعرف أن الحوادث يمكن أن تقع في أي وقت وأي زمان، لذلك يجب التحلي بالحيطة دائما، والاستعداد لمواجهة أي طارئ خاصة في الأعياد والمناسبات الخاصة التي نتخذ منها عطلا مدفوعة الأجر. تعتبر الصيدلية المنزلية الطبيب المقيم في البيت. لذلك يجب أن يكون في كل منزل صيدلية بسيطة تضم بعض الأدوية والمواد والأدوات الضرورية للإسعاف الأولي، أو الإنقاذ السريع للحالات الطارئة وحالات الإصابات والحوادث. تجنب زيارة الطبيب أحيانا أوضحت الدكتورة أمينة بن مربي طبيبة عامة، نوعية محتويات الصيدلية المنزلية، مشيرة إلى أهمية أن تكون في مكان يسهل الوصول إليه، أي توضع في مكان معلوم وواضح لدى جميع أفراد العائلة، بحيث لا يضيعون الوقت في البحث عن مكانها، ولكن يجب مراعاة أن تكون هذه الصيدلية بعيدة تماما عن متناول يد الأطفال، وأن تغلقها ربة المنزل جيدا، وتحرص على أن تكون في مكان جيد للتهوية حتى لا تتسبب في التلف المبكر لبعض أنواع الأدوية الحساسة وغير المقاومة للرطوبة والحرارة. تكمن أهمية الصيدلية المنزلية في نوعية محتوياتها، بحيث تكون قادرة على ضمان تخفيف الآلام وتطبيب الجروح الخفيفة ووقف النزيف قبل التوجه إلى مصالح الاستعجالات، لذا أضافت الدكتورة، يجب أن تكون مجهزة بشكل جيد بحيث يسهل أخذ الأشياء دون الخلط بين المواد المطهرة والمعقمة مثلا والأقراص المضادة للألم ، ويمكن وضع إرشادات واضحة على كل شيء داخلها لتوضيح الغرض الذي تستخدم من أجله، ومن باب الحيطة وما للأدوية الفاسدة من خطر على الصحة، تنصح الدكتورة بن مربي بمراقبة مدة صلاحية محتويات الصيدلية المنزلية والحرص على التخلص من الفاسدة منه بطريقة آمنة، كأن تترك الحبوب والأقراص داخل علبها، وترمى في كيس النفايات بطريقة عادية، أو أن تفرغ الحبوب شأنها شأن الأدوية السائلة في المرحاض للتأكد من عدم عبث الأطفال بها لاحقا أو حتى الحيوانات والمجانين إذا ما ألقيت مع النفايات التي لا تسلم من التفتيش في المدن الكبرى خاصة، قالت محدثتنا. بحاجة إلى المراجعة كل سنة ذكرت الدكتورة، أن الصيدلية المنزلية يتعين مراجعتها وفحصها مرة كل عام على أقل تقدير لضمان وجود مستلزمات الطوارئ والضمادات وقالت المتحدثة إن ما يتعين وجوده في كل صيدلية منزل يتحدد وفقا لوضع كل أسرة، فإذا كان بالمنزل أطفال يتعين أن تتوفر في الصيدلية المنزلية أدوية مخفضة للحرارة. وهناك عدة أدوية يجب أن تتوفر في أي صيدلية منزلية من بينها المطهرات المستخدمة في علاج الجروح وجهاز ترمومتر كما أن من بين الأدوية المفيد تواجدها في المنزل الأقراص المسكنة للألم وقطرة العين والأدوية الأخرى التي يلزم وجودها للأسرة كتلك المسهلة للهضم، والمضادة للتقيؤ والإسهال، مسكنات أعراض الزكام والرشح واحتقان الأنف و غرغرة الفم ، مسكنات مغص البطن ، أدوية حكة الجلد والحساسية ومرهم مضاد حيوي لعلاج الجروح والحروق السطحية. ومن المستلزمات الأخرى الواجب توفرها في الصيدلية المنزلية الأشرطة اللاصقة والضمادات المطاطية، ويتعين تجنب قدر الإمكان وضعها في الأماكن ذات الرطوبة العالية مثل المطابخ والحمامات، والأفضل أن تعلق في الرواق على الحائط في مكان مرتفع بعيدا عن متناول الأطفال وأن تكون مغلقة بإحكام، ويتعين وضع الكيماويات الأخرى بعيدا عن الصيدلية حتى لا يختلط الأمر على أحد ويستخدمها خطأ، كما أنه يتعين عدم استخدام الأدوية إذا كان هناك شك في طريقة الاستخدام أو أن يكون موعد انتهاء الصلاحية غير واضح، وفي هذه الحالة ينبغي أن يتم التخلص منها.