بات موقع (يوتيوب)، التابع لشركة (غوغل) العالمية، مرتعا للترويج للجماعات الإرهابية ولتنظيم (داعش) بالأخص في الفترة الأخيرة، بنشره فيديوهات خاصّة به وللجماعات الموالية له سعيا لترسيخ الجهاد الالكتروني (الزائف) بعد أن أيقنت الجماعات الإرهابية بأن حربها الميدانية مع الحكومات في البلدان المستقرّة ك (الجزائر) خاسرة ولا يمكن أن تجني منها سوى مزيدٍ من الاستنزاف المادي والبشري، حسب ما أكّده العديد من المختصّين في الشأن الأمني. يرى خبراء دوليون أن مواقع الأنترنت، خصوصا (يوتيوب) و(تويتر) باتت الاختيار الأمثل للجماعات الإرهابية بهدف تجنيد المزيد من الضالين، حيث حرصت الجماعات الإرهابية على تفعيل الجانب الإعلامي والانتفاع به من أجل الترويج لأفكارهم وتحقيق غاياتهم من خلال تأسيس أكثر من مركز إعلامي يخدم توجّهاته ويعمل على نشر أفكاره، فلتنظيم القاعدة مثلا جهاز إعلامي متشعّب يتمّ توجيهه بواسطة اللّجنة الإعلامية التابعة للتنظيم التي تقوم باستعمال واسع للأنترنت، سواء كان ذلك بشكل مباشر أو بواسطة مواقع إسلامية لا تتبع للقاعدة. وبثّ ما يسمّى (جند الخلافة في أرض الجزائر) شريط فيديو جديد على (يوتيوب) قال فيه إنه يجدّد البيعة ل (الخليفة البغدادي)، قائد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، الشيء الذي اعتبره الخبراء دعاية دون مقال بتنظيم. وظهر في الشريط حوالي ثلاثون رجلا بعضهم ملثّم والبعض الآخر كشف عن وجهه مسلّحين برشاشات، ثمّ تناول الكلمة شابّ يظهر في الأربعين من العمر يدعى (أبو عبد اللّه عثمان العاصمي) قال فيها إن جند الخلافة يجدّدون البيعة للبغدادي، وأضاف أن التنظيم في الجزائر ينشط تحت إمرة (أبي سليمان خالد)، ثمّ تلا نصّ البيعة وردّد خلفه الحاضرون، وممّا جاء فيه: (نبايع خليفة المسلمين أبا بكر البغدادي القرشي على السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره وأثرة علينا، وأن لا ننازع الأمر أهله إلاّ أن نرى كفرا بواحا عندنا فيه من اللّه برهان). ثمّ تلا أحد الملثّمين شعرا يمدح فيه البغدادي وهتف الجميع (دولة الإسلام باقية)، ثمّ تبادلوا العناق ثمّ سجدوا، وبدا التسجيل في منطقة جبلية كثيفة الأشجار وبين الأحراش. ويعدّ هذا الإصدار الثالث للتنظيم بعد الإصدار الأوّل الذي هدّد فيه التنظيم بإعداد الرهينة الفرنسي (هيرفي غوردال)، ثمّ الإصدار الثاني الذي تمّ فيه إعدام الرهينة.