في مشهد يدل على التحدي والعزيمة القوية، بادر العشرات من اهالي مدينة راهط الفلسطينية في منطقة النقب باعادة بناء مسجد الصحوة الذي هدمته جرافات الاحتلال الاسرائيلي فجر الأحد بدعوى "عدم الترخيص" تحت حماية الشرطة وحرس الحدود الاسرائيلي. واجتمع عدد من السكان الفلسطينيين في النقب للبناء، متعهدين بالانتهاء من تشيد المسجد مساء الجمعة القادم وبحد أقصى صباح الاثنين، حيث سيشهد جموع المصلين فيه صلاة الفجر. وقال الشيخ يوسف ابو جامع رئيس الحركة الاسلامية -الجناح الشمالي في راهط- ان "اهالي المدينة لن يخشوا هدم المسجد مرة اخرى فنحن سنبني وهم سيهدمون وسنبني للمرة المائة ولن نترك الارض الا ببناء المسجد ورفع الاذان فيه". وأشار أبو جمعة في تصريح لوسائل الإعلام أنه تم بناء المسجد في موقعه لأنه كان يوجد في المكان محطة لبيع المخدرات وأن إقامة المسجد جاء بهدف إغلاق هذه المحطة. وكانت جرافات الاحتلال الاسرائيلي أقدمت بمرافقة المئات من أفراد الشرطة قبيل فجر الأحد على هدم مسجد في مدينة رهط في النقب بجنوب إسرائيل بادعاء البناء غير المرخص. وأفاد شهود عيان أن قوات الاحتلال اقتحمت المسجد وعبثت بمحتوياته، ورموا بالمصاحف على الأرض، كما تجمع المئات من أهالي المدينة للتصدي لمئات من عناصر الشرطة الذين رافقوا الجرافات، حيث أطلقوا الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين، فيما اعتقلوا عدداً من المتظاهرين، عُرف منهم الشيخ يوسف سلامة إمام مسجد الصحوة بعد اقتحام منزله وتفتيشه. وكانت السلطات الإسرائيلية ممثلة بلجنة التخطيط والبناء في منطقة الجنوب قد استصدرت أمر الهدم في أفريل الماضي وفي جويلية الماضي رفضت المحكمة المركزية في بئر السبع استئنافا على قرار الهدم. وقال رئيس بلدية رهط، فايز أبو صهيبان: "كان يجب على الشرطة أن تكون مسئولة وتؤجل عملية الهدم إلى ما بعد عيد الأضحى المبارك"، مشيرًا إلى أن الأرض التي أقيم عليها المسجد تابعة لنفوذ البلدية. ويوجد 4 مساجد أخرى بدون ترخيص، ويمتد المسجد الذي تم هدمه على مساحة 400 متر، وبني قبل 7 شهور، بالقرب من ملعب كرة القدم البلدي، في موقع كان يعد بؤرة للاتجار بالمخدرات. من جانبه قال مدير قسم المراقبة في "دائرة أراضي إسرائيل" شلومو تسيزر إن "الحركة الإسلامية بنت المسجد على أرض تابعة للدولة" رغم أن الأرض تقع ضمن منطقة نفوذ بلدية رهط. والجدير بالذكر أن السلطات الإسرائيلية تتساهل كثيرا مع البناء غير المرخص في المدن والبلدات اليهودية وتكاد لا تنفذ بتاتا قرارات هدم بسبب البناء غير المرخص بينما تتعامل بشدة مع البناء غير المرخص في المدن والبلدات العربية.