يواجه طلبة جامعة البليدة الذين تمّ توجيههم مع بداية الموسم الجامعي الجاري نحو جامعة العفرون الجديدة مشاكل بالجملة أثقلت كاهلهم وأربكت تحصيلهم الدراسي، ففي الوقت الذي عبّرت فيه الجهات المخوّلة لها إنجاز المشروع عن تأخّر تسليمه وبالتالي تسجيل اكتظاظ لا يطاق بجامعة سعد دحلب، ها هي مشاكل أخرى تظهر إلى السطح بعدما سجّل الطلبة نقائص عديدة كان لابد أن تؤخذ بعين الاعتبار قبل حلول الموسم الدراسي، منها انعدام محوّل اِجتنابي على مستوى الطريق السيّار من الجهة اليمنى، ممّا يدفع بالطلبة إلى الالتحاق بجامعة البليدة ثمّ العفرون، في حين تبقى الوجبات الباردة أهمّ المأكولات لسدّ الجوع قبل أن يفتح المطعم أبوابه· يبدو أن الجهات القائمة على مشروع القطب الجامعي الكائن على مستوى بلدية العفرون غرب ولاية البليدة لم تراع كلّ الجوانب الملمّة بالمشروع الذي لايزال حديث العام والخاصّ لدى الطلبة الذين تمّ نقلهم من جامعة سعد دحلب بالبليدة إلى جامعة العفرون بعدما اصطدموا بواقع مرّ ما كانوا ليجدوه بجامعتهم القديمة· حيث عبّر العديد من الطلبة الذين إلتقتهم أخبار اليوم عن النّقائص الكبيرة المسجّلة بها، أوّلها موقعها خارج المدينة، والذي شكّل صعوبة كبيرة للالتحاق بمقاعدها إلى جانب نقص إن لم نقل انعدام النّقل الجامعي الخاصّ بها، حيث يجبر الطلبة القادمين من ولاية عين الدفلى أو حتى تيبازة على الوصول إلى جامعة سعد دحلب، وبالتالي أخذ حافلة أخرى باتجاه العفرون· وما زاد من امتعاض الطلبة هو عدم تفكير السلطات في إنجاز محوّل اجتنابي بالطريق السيّار شرق - غرب على محور العفرون باتجاه البليدة من شأنه تخفيف معاناة تنقّل هؤلاء الطلبة الذين استغربوا القضية التي لا تغتفر، مؤكّدين أن طريقا اجتنابيا كان لابد أن يتمّ شقّه من أجل إيجاد منفذ يصل إلى القطب الجامعي الجديد والموجود في الجهة المقابلة من الطريق السيّار لا يمكنه إلاّ استقبال الطلبة القادمين من الجهة المعاكسة الشرقية، أي من البليدة وضواحيها· من جهة أخرى، لايزال الطلبة المستقدمون من تخصّصات مختلفة من جامعة سعد دحلب نحو العفرون وأغلبيتهم الدارسون في التخصّصات الاجتماعية يتناولون وجبات باردة في عزّ أيّام الشتاء والبرد بسبب عدم انتهاء تحضير المطعم الجامعي، حيث توزّع عليهم يوميا قطع من الخبز ومأكولات باردة مرافقة له لسدّ الجوع· يحدث هذا في ظلّ تواجد الجامعة في منطقة معزولة بعيدة عن التجمّعات السكانية التي يمكن التنقّل إليها لاقتناء الوجبات الساخنة· الجدير بالذّكر فإن القطب الجامعي للعفرون الذي بلغت تكلفة إنجازه أكثر من 13 مليار دج عرف تأخّرا في الإنجاز، ممّا ترتّب عنه ظهور مثل هذه المشاكل، حيث يضمّ 4 كلّيات و9 إقامات جامعية وعدّة هياكل ومرافق تكميلية بقدرة استيعاب فاقت ال 27 ألف مقعد بيداغوجي، منها 10 آلاف مقعد بيداغوجي لكلّية العلوم الاقتصادية والتجارية والتسيير و8 آلاف مقعد بيداغوجي لكلّية الآداب والعلوم الاجتماعية، فيما تتّسع كلّية الحقوق ل 5 آلاف مقعد وكلّية الإعلام والاتّصال ل 4 آلاف مقعد بيداغوجي· كما يحوي القطب الجامعي 9 إقامات جامعية تضمّ في مجموعها 18 ألف سرير وكلّ ما تستلزمه تلك الإقامات من مرافق ضرورية مثل المطاعم، المكتبات وقاعات الأنترنت والمراكز الثقافية والملاعب الرياضية·