خبراء يحذرون من العواقب الصحية الخطيرة للتبغ يبقى التدخين السم القاتل الذي يهدد الجميع بعواقب صحية خطيرة، وللوقاية تعكف العديد من المصالح الطبية على مكافحة الإدمان على التبغ وهو ما نجحت وتوصلت إليه الوحدة الطبية المتخصصة بوهران، إذ توقف 10 بالمائة من المرضى عن التدخين نهائيا من بين الذين تلقوا المساعدة المقدمة على مستوى الوحدة الطبية المتخصصة بالمؤسسة الاستشفائية الجامعية لوهران (1نوفمبر) حسب ما علم به من رئيس هذه الوحدة. 300 مدخن يطلبون المساعدة وقد طلب زهاء 300 مدخن المساعدة على الإقلاع عن التدخين منذ إنشاء الاستشارة المتخصصة منذ ثلاث سنوات منهم 30 توقفوا نهائيا عن التدخين منذ المرحلة الأولى من عملية التكفل بهم كما أبرزه البروفيسور صلاح ليلو خلال الطبعة الرابعة لأيام أمراض الرئة للمؤسسة الاستشفائية الجامعية لوهران. وأكد نفس المتحدث الذي يشغل أيضا منصب رئيس مصلحة أمراض الرئة بنفس المؤسسة ورئيس المجلس العلمي لكلية الطب لوهران أن (هذه النتائج مشجعة للغاية علما أن أكثر من نصف الأشخاص الذين تخلصوا من هذه العادة الضارة كانوا يعانون من إدمان كبير على التبغ). ويكمن التخلص من التدخين في علاج يدوم لمدة من ثلاثة إلى ستة أشهر يشمل أنواعا مختلفة من العلاجات تتراوح وفقا لدرجة الإدمان كما صرح البروفيسور ليلو علي هامش لقاء ترأسه. وقال (إن العلاج النفسي يكون في كثير من الأحيان كافيا في وضع التبعية الضعيفة ولكن عندما يكون الإدمان في درجة عالية يستفيد المريض من علاج يعتمد على إيجاد البديل للنيكوتين)، مذكرا بأن النيكوتين هي أصل الإدمان. ويتم حقن هذه المادة إلى المريض بالتخفيض التدريجي من الجرعة حتى التوصل إلى التحرر النهائي كما أوضح هذا المختص، مشيرا أن متابعة المرضى من طرف الأطباء المختصين (يبقى حتى في حالة حدوث انتكاسة). سيجارة واحدة تحوي 4000 مادة سامة وبعد تسليط الضوء على أخطار التدخين أشار البروفيسور ليلو أن سيجارة واحدة تحتوي على 4000 مادة سامة بعضها مسرطنة، وأبرز أن الآثار المدمرة للتبغ متعددة مشيرا أن سرطان الرئتين ومرض الانسداد الرئوي المزمن هما حالتان مرضيتان تتميزان بانسداد الشعب الهوائية وتدمير أنسجة الرئة وكذا أمراض السرطان تمس أعضاء أخرى وأمراض القلب والأوعية الدموية. وذكر الأخصائي أنه يمكن تجنب هذه الأمراض ومضاعفاتها في حالة ما إذا توقف الشخص عن التدخين (مما يبرز فائدة الخضوع إلى العلاج المقدم على مستوى الوحدة المتخصصة بالمؤسسة الاستشفائية الجامعية). وشارك زهاء 300 طبيب من الوطن ومن الخارج في الطبعة الرابعة لأمراض الرئة التي تميزت بإلقاء محاضرات حول مختلف المواضيع التي تربط بين أمراض الرئة والتدخين والبيئة وتلوث الهواء وكذا التعرض إلى هذه الحالات في الوسط المهني. كما سمح هذا اللقاء للأطباء الشباب حضور عمليتين جراحيتين بواسطة تقنية جديدة أجراهما فريق من الأخصائيين الجزائريين والفرنسيين تم بثهما مباشرة من قسم العمليات الجراحية للمؤسسة الاستشفائية على شاشة قاعة التدريس، وتسمح هذه الجراحة التي تخص ترميم جدار الصدر للمرضى باستعادة الوظيفة التنفسية. وستدعم مصلحة أمراض الرئة للمؤسسة الاستشفائية لوهران قريبا منصتها التقنية بمعدات متطورة تتيح إمكانية وضع التشخيص ودون اللجوء إلى التخدير العام كما أشار البروفيسور ليلو.