يعيش سكان حي واد اوشايح الواقع على مستوى بلدية باش جراح بالعاصمة داخل بيوت قصديرية والبالغ عددهم ب 70 عائلة في محيط مليئا بالأخطار جراء غياب قنوات الصرف الصحي وانتشار القمامات وانعدام أدنى ضروريات العيش الكريم في سكنات أشبه ما تكون بإسطبلات منها إلى مساكن للبشر. طالب هؤلاء في العديد من المناسبات السلطات المحلية بتحسين أوضاعهم ومنحهم سكنات لائقة، وكانت الردود دائما تصب في وعود بترحيلهم و بالفعل وعود مسؤولي بلدية باش جراح لم تكن وعودا لتهدئة الأوضاع فقط بل وفّت بوعودها وهاهي اليوم تشرع في التخطيط لترحيل العائلات القاطنة بالبيوت القصديرية الواقعة على مستوى إقليم البلدية، والذين تم إحصاؤهم سنة 2007 ومن المرتقب أن يتم ترحيل هذه العائلات قبل نهاية 2015. وفي هذا الصدد أكد مصدر مطلع من بلدية باش جراح ل (أخبار اليوم) أن السلطات المعنية تسعى جاهدة للعمل على ترحيل جل العائلات المتضررة و القاطنة داخل البيوت القصديرية التي تم تسجيلها سنة 2007 حيث وللإشارة أن ولاية الجزائر قامت بعملية ترحيل العائلات المعنية الى سكنات اجتماعية لائقة عبر مختلف مناطق العاصمة فيما سيتم استكمال العملية في ترحيل باقي العائلات المذكورة سابقا قبل نهاية 2015، وذلك بهدف القضاء على السكنات الفوضوية والهشة وذلك لإعادة الصورة الجمالية للعاصمة. وأضاف ذات المصدر أن العائلات التي لم تستفد بعد ولازالت بالسكنات الفوضوية ستمسها هي الأخرى عملية الترحيل الى سكنات ملائمة في الأشهر القليلة القادمة، وذلك قبل نهاية السنة الجارية، كما أكد ذات المسؤول ل أخبار اليوم أن الوادي المحاذي لأحياء البلدية بات يدق ناقوس الخطر على القاطنين بجنب الواد خاصة القاطنين بواد اوشايح في فصل الشتاء المعروف بتساقط كميات معتبرة من الأمطار والتي تهدد بالفيضانات كما حدث خلال السنة الماضية حين تكبد سكان المنطقة المذكورة خسائر مادية معتبرة بعد تسرب مياه الوادي والأمطار إلى داخل المنازل التي تحولت الى مسابح من المياه حيث انجر عنها إتلاف كل الأفرشة والأجهزة المنزلية وغيرها من المستلزمات مما أجبر السكان عن الخروج من منازلهم والبحث عن مكان للمبيت كما اضطروا بالاستنجاد بالأقارب والأحياء المجاورة. وفي هذا الصدد قال ممثل السكان أنه بعد عناء طويل لقيت شكاوينا ونداءاتنا صدى لدى المسؤولين الذين سيوفون بوعودهم حسب تأكيداتهم لهم بترحيلهم في أقرب الآجال، وبهذا ترفع عنهم المعاناة والغبن بعد معاناة طويلة سيستفيدون من سكنات لائقة كباقي المواطنين الجزائريين الذين يعيشون حياة كريمة لا تزال العديد من العائلات القاطنة بحي النخيل بواد أوشايح تتجرع مآسي الحياة ومرارتها التي جمعت بين هشاشة المباني وانعدام المرافق الضرورية للعيش الكريم خاصة أن طول الانتظار وفقدان الأمل في الوعود الكاذبة للسلطات الوصية ببلدية باش جراح هو من أرغم هؤلاء السكان على ترميم ما يمكن ترميمه من سكناتهم بالإسمنت، سواء خارج البيوت أو داخلها وهو ما أعطى صورة موحشة للحي، حيث أن من يرى تلك المباني من بعيد تبدو له كأطلال قديمة أو بيوت قصديرية في شكل عمارات لا تليق بالمنظر العام للعاصمة، لاسيما وأن فصل الشتاء على الأبواب أين تزداد المعاناة وتتعقد الظروف التي يعيشونها مع انتشار الأوساخ والروائح الكريهة التي تساهم في جذب كافة أنواع الحشرات الضارة كالبعوض، ضف إلى ذلك الانتشار الرهيب للجرذان والأفاعي التي أصبحت تشكّل خطرا حقيقيا وكابوسا مروعا للسكان، وخاصة على أطفالهم الذين أصيب غالبيتهم بأمراض معدية وخطيرة. وأمام هذه الأوضاع، يُناشد سكان المنطقة السلطات الوصية من أجل ترحيلهم في القريب العاجل قبل أن تجرف سكناتهم بفعل فيضان الوادي وسيول الأمطار، وبالرغم من أن حي واد اوشايح كان من بين أول الأحياء المدرجة للاستفادة من برامج سكنية حسب تصريحات اللجان المختصة مطلع العام الماضي، إلا أنه لم يتم تجسيد الوعود الى غاية اليوم.