ناشدت جمعية الأمل، المكلفة بتنظيم شؤون حي بومعزة العتيق ببلدية باش جراح، في العاصمة، السلطات المحلية والولائية، برمجة سكان هذا الحي في عملية إعادة الإسكان في أقرب وقت ممكن، خاصة أن المعنيين لم يعد بإمكانهم التحكم في الوضع الذي يوشك أن ينفجر في أي لحظة، نتيجة التماطل في مواعيد الترحيل سنة بعد أخرى. أكد رئيس جمعية حي بومعزة بباش جراح، رحيم قالية رمضان، تفاقم معاناة قاطني الحي سواء بالبنايات الهشة أو الفوضوية، مشددا على ضرورة إدراجهم مستقبلا في عملية الترحيل مع تحديد موعد تفي فيه السلطات الولائية بوعدها في ترحيلهم، لأن المنكوبين - كما أطلق عليهم بعد إنشاء الحي سنة 1962- والذي يفوق عددهم حاليا ال 800 عائلة، لم يعد بإمكانهم الصبر أكثر على تلك المعاناة التي يعيشونها منذ 51 سنة، بين جدران مهترئة وأسقف متآكلة تسمح بتسرب مياه الأمطار، وانتشار الأمراض خاصة بسبب قربهم من الوادي، وكذا الضيق الخانق وغيرها من المعاناة المعتادة في مثل هذه الطبيعة السكنية، التي أكدت عنها مصالح الخبرة التقنية للبنايات في عدة مرات منذ زلزال بومرداس، أنها سكنات مصنفة في “الخانة الحمراء”. كما عبر منكوبو بومعزة عن استيائهم الشديد من الوعود الكاذبة التي تطلق على مسامعهم في كل مرة يتجهون فيها إلى مقر الولاية أوالدائرة الإدارية للحراش، والتي تتكرر في كل مناسبة انتخابية، كما حدث مؤخرا. لكن المصيبة أن هذه الوعود تخلف لدى كل عملية ترحيل، مطالبين بإشراك جمعية الحي في الاجتماعات الخاصة بتنظيم عمليات الترحيل وتوزيع السكنات الاجتماعية على المعنيين، باعتبارها الجهة الناطقة باسمهم والأدرى بمعاناتهم، هذه الأخيرة التي تلعب دورا هاما في تهدئة السكان وتوعيتهم لعدم تصعيد لغة احتجاجهم، خاصة أن جميع الوقفات الاحتجاجية التي قاموا بها سابقا كانت سلمية وطالبوا خلالها بحقهم في الحصول على سكن لائق. يذكر أن هذا الحي الكبير المتربع فوق نفق واد أوشايح، الذي يتكون من بنايات هشة أنجزت بشكل مؤقت لمنكوبي فيضان الوادي المذكور آنذاك كمراكز عبور، تتجاوز مدة إقامتهم بها 10 سنوات، والتي تضم في غالبيتها غرفة واحدة، ما دفع الكثير منهم لتشييد بيوت فوضوية في كل ركن متاح بالحي لحل هذه الأزمة، حيث يقدر عدد العائلات المقيمة بالسكنات الهشة بحي بومعزة 350، بينما بلغ عدد سكان البنايات القصديرية 360 عائلة..