أصبح عدد كبير من الشباب الجزائري يحلم بالهجرة نحو الخارج من أجل العيش الحسن والرغيد، ولكن يقف الحصول على تأشيرة حاجزا في وجه هؤلاء، لذلك اختار بعضهم طريقا أسهل لبلوغ الهدف المنشود وهو شبكات الاتصال الاجتماعي (الفايس بوك) و(السكايب). عتيقة مغوفل سمعنا الكثير عن شباب تعرفوا على أجنبيات عبر الأنترنت ونشأت بينهما علاقة حب ليتطور الأمر بعدها ويتحوّل إلى علاقة حقيقية تنتهي بالزواج، للغوص في غمار الموضوع أكثر قامت (أخبار اليوم) بجولة إلى بعض مقاهي الأنترنت بالعاصمة وسألت أصحابها عن أكثر الفئة التي تتردد على المكان فكانت الإجابة واحدة عند الجميع (الشباب هم أكثر زبائن المقاهي)، دخلنا إحدى مقاهي الأنترنت جلسنا أمام جهاز كمبيوتر حالنا حال جميع الزبائن هناك، وبقينا نراقب من بعيد ماذا كان يفعل كل شاب هناك؟ بعد برهة من الزمن تبين أن الجميع كان متصلا بشبكة (الفايس بوك) و(السكايب)، والعديد من الشبان كانوا يحاورون صديقاتهم كل منهم كانت ابتسامته عريضة درجة الوصول إلى أذنيه، أمعنا النظر في شاشة شاب أمامنا صديقته اسمها (أنجيلا) واضعة صورة جميلة على جدار صفحتها على الفايس بوك لا نعلم إن كانت صورتها الحقيقية أو لا، وأن كانت جزائرية أو أجنبية لم نستطع أن نطرح عليه السؤال لأنه أمر شخصي، شاب آخر في الجهة المقابلة يحاور فتاة عبر (السكايب) مستعملا السماعات، كان يتحدث بالإنجليزية على ما يبدو أنها عروس بريطانيا. عروس مجرية تخطب شابا جزائريا بعد مرور حوالي نصف ساعة من الزمن وحين قررنا الخروج من المقهى سألنا صاحبها (سليم) هل يعرف شبابا تزوجوا من أجنبيات عن طريق الأنترنت فأجاب ب(نعم)، منهم صديقه (نزيم) الذي يبلغ من العمر 29 سنة،الذي كان يشتغل بمقهى الأنترنت الذي هو يشتغل فيه الآن، روى لنا (سليم) أن صديقه تعرف على زوجته الحالية (سيرينا) مجرية الموطن عبر شبكة المحادثة (السكايب). في البداية كان الأمر بالنسبة ل (نزيم) مجرد تسلية وفقط، لكن (سيرينا) تعلقت ب(نزيم) فعلا وأخذت الموضوع على محمل الجد وأصبحت تكلمه يوميا في الهاتف أو عبر(السكايب) وشيئا فشيئا عرّفته على والديها اللذين رفضا علاقتها به باعتباره شابا مسلما ثم طلبت منه زيارتها في المجر عساهما يقنعان أسرتها بعلاقتهما، إلا أن (نزيم) تعذر عليه الأمر بسبب محدودية إمكانياته، بالإضافة إلى مشاكل الحصول على التأشيرة التي تواجه كل شاب يريد السفر إلى الخارج، ولكنه ما كان يظن أنها ستأتي لرؤيته في الجزائر صيف 2006، وهو الأمر الذي لم يتوقعه (نزيم) حين أخبرته (سيرينا) أنها قادمة إلى الجزائر من أجله ويوم قدومها استقبلها في المطار وحجز لها غرفة في فندق إلى غاية أن تمكن من إخبار أهله بأمر (سيرينا) الذين استقبلوها بحفاوة على اعتبار أنها الفرج المنتظر الذي سيزدهر به مستقبل (نزيم)، وبعد مرور شهر على زيارة (سيرينا) للجزائر أقامت العائلة حفل زفاف ابنها على الكنة الأجنبية، التي أخذته إلى المجر أسبوعا بعد الزواج وهو الآن على حد تعبير (سليم) يعيش في نعيم لم يحلم به يوما. ... زوجته النمساوية تكبره ب 17 سنة لما سمعنا بقصة (نزيم) انتابنا الفضول للبحث عن شباب آخرين وقعوا فريسة في شباك زوجات أجنبيات، وبينما نحن في قاعة الانتظار عند أحد أطباء الأسنان أثرنا الموضوع أمام الجالسات في القاعة اللواتي كن ينتظرن الدور، وكانت البداية بتبادل أطراف الحديث مع إحداهن وقلنا في غماره، الأسبوع الفارط حضرت حفل زفاف زواج ابن الجيران بفتاة أجنبية، وإذا بأخرى كانت تسترق السمع تقول (وأنا ابن عمتي في ولاية برج بوعريريج تزوج من امرأة نمساوية تكبره ب17 عاما تعرف عليها عبر (الفايس بوك)، وبدأت تروي القصة (ابن عمتي بلال شاب يبلغ من العمر 31 عاما متحصل على شهادة مهندس دولة في الإعلام الآلي إلا أنه يعمل في بلدية أولاد براهم بإحدى دوائر ولاية برج بوعريريج لأنه لم يجد منصبا في تخصصه، كل مساء يجلس بلال أمام جهاز كمبيوتره مثل كل الشباب يدخل صفحة (الفايس بوك) ومن صديقة لصديقة حتى تعرف على (مرغريتا) ذات الأصول النمساوية، في البداية كانت العلاقة بينهما علاقة صداقة لا أكثر ولا أقل، ثم أصبحا يتحدثان عبر (السكايب) ومع مرور الزمن تطورت العلاقة بينهما وأصبحت علاقة حب حقيقية رغم فارق السن بينهما، ف(مرغريتا) تكبر بلال ب 17عاما، كما أنها مطلقة وأم لطفلين إلا أنه تعلق بها كما قام بدعوتها لحضور زفاف أخته جويلية 2010 وحين قدمها لأهله رفضتها والدته ولم ترض بعلاقته بها وقد وصل غضبها عليه إلى درجة أنها مرضت وأصبحت طريحة الفراش، ورغم ذلك فإن (بلال) صمم على رأيه وبقي يلح على والدته حتى تقبل أن يتزوج (مرغريتا) إلا أن قلب الأم يحن ويلين دوما ولم ترض خالتي (الزهور) أن تقف عقبة في طريق سعادة ابنها وقبلت في الأخير بزواجه من العروس النمساوية،التي جاءت إلى الجزائر صيف 2011 وتزوجت (بلال) وأخذته معها إلى النمسا 15 يوما بعد العرس، ثم أضافت محدثتنا مبتسمة أرسل (بلال) صورا له مع عروسته في النمسا فقد أصبح أوسم مما كان عليه هنا. شباب يرفضون الفكرة ولكن في الاتجاه المقابل من البحر هناك شباب يرفضون فكرة الزواج من أجنبيات ولهم في ذلك أسباب عديدة، ومن بين هؤلاء (زهير) عامل بمطعم بأحد شوارع العاصمة والذي كانت إجابته بعد أن طرحنا عليه السؤال (بنت بلدي أحسن لي من غيرها لأنها تعرف عاداتي وعادات أجدادي كما أنها تربي أبنائي تربية إسلامية حسبما يقتضيه الدين والعرف). تركنا زهير يواصل عمله والتقينا ب(منيرة) شابة في 26 عاما والتي ضحكت حين طرحنا عليها السؤال وأجابتنا (لو أن كل شاب جزائري تعرف على أجنبية عبر الأنترنت وتزوجها تصبح كل الجزائريات عوانس، لم تكفنا الظروف الاقتصادية والاجتماعية في تفشي الظاهرة نضيف إليها الآن الأجنبيات اللواتي يزاحمنن في أزواج جزائريين. منظور الدين في الزواج بالأجنبيات لمعرفة رأي الدين في الموضوع ربطنا الاتصال بالإمام (أمين. ن) الذي شرح لنا أنه يجوز شرعا أن يتزوج المسلم من غير المسلمة إلا أنه مستحب له أن يتزوج من مسلمة لأن الزواج من المرأة المسلمة فيه ضمان على أنها ستربي أبناءه فيما بعد تربية إسلامية ووفق عادات وتقاليد مجتمعه الإسلامي بينما الأجنبية تربي أبناءها تربية غربية، وإذا كبر الأطفال و فق عادات والدتهم يصعب فيما بعد السيطرة عليهم لذلك يجب على كل شاب مسلم أن يتزوج من امرأة مسلمة أفضل له من غيرها من النساء.