دخول 14 أجنبيا و نصرانيا الإسلام منذ بداية العام الفارط بالبرج أجواء روحانية و إيمانية كبيرة يشهدها مسجد عمر بن عبد العزيز بولاية برج بوعريريج مع بداية الثلث الأول من شهر رمضان المعظم لهذا العام ، زادها اعتناق رعية بولونية للإسلام و نطقها بالشهادتين في شهر القيام و الصيام سعادة بين المصلين ، حيث أعلنت السيدة « تيريزا افون « في العقد الرابع من عمرها و هي بولونية الجنسية عن اعتناقها الديانة الإسلامية عن قناعة و بعد تمعنها في قراءة القرآن و الإحاطة بتعاليمه و عبره ، و قد اختارت لنفسها إسم إيمان تعبيرا عن حلاوة طعم الإيمان الذي سكن روحها و عقيدتها بعد 45 سنة من الإبتعاد عن دين الله ، كما نطقت بالشهادتين داخل المسجد. و باعتناق هذه البولونية للإسلام تكون ولاية برج بوعريريج قد عرفت دخول 14 أجنبيا و نصرانيا لدين الله منذ بداية العام الفارط ، حيث أكدت مديرية الشؤون الدينية عن منحها 13 شهادة باعتناق أجانب للدين الإسلامي على مستوى المجلس العلمي لمديرية الشؤون الدينية و الأوقاف بالولاية تضاف إليهم البولونية التي أسلمت مؤخرا ، و لعل ما يجذب الانتباه في عدد الأجانب و المسيحيين الذين أعلنوا عن اعتناقهم للإسلام بمختلف مساجد ولاية برج بوعريريج مسقط رأس الشيخ العلامة البشير الإبراهيمي ، هو اختلاف أعمارهم بين 20 و 70 سنة ، ما يشير إلى اهتمام جميع الفئات العمرية بهذا الدين الحنيف ، بالإضافة إلى وجود عشرة فرنسيين من بين المعتنقين الذين آثروا إتباع ملة محمد عن باقي الديانات ، و بلجيكي إسمه « ميكائيل كال « اختار تسمية محمد اقتداء بآخر المرسلين و سيد الأنبياء محمد صلى الله عليه و سلم . و قد ساهمت علاقات العمل بين الأجانب و الجزائريين في الدول الأجنبية على اعتناق الكثير من النصارى لدين الإسلام ، بالإضافة إلى تحول ولاية البرج إلى قبلة للاستثمار يقصدها الأجانب من مختلف دول العالم خصوصا في مجال الإلكترونيك ، حيث عادة ما تمنح لهم هدايا تتمثل في مصاحف و تفسير للقرآن الكريم مترجم إلى اللغات الأجنبية ، و هو ما ساهم كذلك في معرفة الكثير من الأجانب للدين الاسلامي عن حقيقته و التدبر في تعاليمه و معانيه ، بعيدا عن الصورة السوداوية التي صورها الغرب عن هذا الدين في محاولات لإلباسه عباءة الإرهاب و كل ما يسيئ للتعاليم الحقى لدين الإسلام . و لعل أبرز صورة لتأثير الصحبة الطيبة هو اعتناق شاب يحمل الجنسية الفرنسية « جيريمي جان باتريك « دين الإسلام على يد صديقه في العمل و هو مغترب بفرنسا و ينحدر من مدينة البرج ، بعد أن عرض عليه فكرة زيارة الجزائر لمعرفة تقاليدها و عاداتها و الاقتراب من أهلها لمعرفتها عن كثب ، و أثناء بقائه بمدينة البرج انشرح صدره لدين الاسلام أين أعلن عن دخوله الاسلام و نطق بالشهادتين في مسجد عمر بن عبد العزيز . هذا و تبقى الأمثلة كثيرة لكيفيات تحبيب دين الاسلام للأجانب منها تأثير الوسائط المتعددة و الدردشة و التكنولوجيا الحديثة في تبليغ تعاليم هذا الدين ، و محو الأفكار السلبية التي تراكمت في اذهان غير المسلمين عن حقيقة هذا الدين ، أمام الغزو الإعلامي للدول الأوربية و الغربية بصفة عامة و محاولتها تشويه دين الاسلام بشتى الطرق و السبل ، و ما يستحق التذكير كذلك هو تأثير القنوات الفضائية الناطقة باللغات الأجنبية التي تعنى بأمور الدين الإسلامي في جذب انتباه الأجانب ، إضافة إلى عدم إنكار دور مواقع التواصل الاجتماعي و الدردشة مثل الفايس بوك و السكايب في دخول العشرات لدين الإسلام و الدليل في ذلك زواج العشرات من الشباب الجزائري بأجنبيات بعد نطقهم للشهادتين ، بعد تعارفهم في مواقع الانترنيت و عبر الشبكة العنكبوتية أين تكونت بينهم روابط متينة انتهت بالارتباط ، و لعل أبرز مثال عن ذلك هو تزوج شاب من مدينة مجانة بولاية البرج بفتاة تشيكية تعرف عليها في موقع الدردشة « السكايب « اعتنقت الإسلام بعد سنوات من التعارف فيما بينهما و التردد قبل أن تدخل الإسلام عن قناعة .