ماذا تفعل عندما توشك بطارية هاتفك المحمول على الانتهاء ؟! .. من المؤكد أنك تحتاج إلى الشاحن الخاص بهاتفك .. ومصدر للكهرباء لإعادة شحن البطارية .. وعندما تركب سيارتك وتذهب بها إلى أي مكان فدائما عينيك تكون على مؤشر الوقود، فإذا اقترب المؤشر على الانتهاء، فأنت تحتاج إلى الذهاب إلى محطة الوقود !! ماذا إذا كان مايريد إعادة الشحن هذه المرة هو إيمانك ؟! .. نعم إيمانك .. بالطبع الإيمان شيء لايرى ولا نستطيع أن نقيسه، لكن طبيعة النفس البشرية متقلبة تتغير من آن لآخر، فالله _ عز وجل _ كرر كثيرا في آياته العظيمة (الله غفور رحيم).. فتورك وضعفك من وقت لآخر أمر طبيعي .. لكن: هل تترك نفسك تقوى عليك ؟!.. هل ستظل حتى يقل إيمانك ويضعف ؟! لذلك.. فلنجتهد سويا لتجديد إيماننا، وإليك هذه الخطوات على سبيل المثال وليس الحصر: 1- النية: عند إقبالك على أي عمل، فنيتك شيء مهم جدا تؤجر عليه، فقد تكون نيتك سببا لحسنات كثيرة ودافعا لك للعمل أكثر وأكثر، فعن عمر - رضي الله عنه - قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله ، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه). - جدد نيتك .. 2- الدعاء: الدعاء مسألة عظيمة يتغافل عنها البعض، فكل شيء بأمر الله _ عز وجل _، أدعو الله دائما أن يقويك ويهديك ويرزقك الصالح في القول والعمل، قد تجد العبادة ثقيلة على نفسك في بعض الأوقات، فاجعل دائما دعاءك سببا في عودتك إلى المولى والقرب منه. فقلبك قد يتغير ونفسك قد تضعف، لذلك كان رسولنا الكريم _ صلوات الله عليه - يقول: (يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك)، فكلما كنت دائم الصلة بالله أعانك الله على التغلب على أي ضعف أو فتور يصيبك. - أدعو ربك دائما.. ولا تمل.. 3- الاستغفار والذكر: اجعل لسانك دائما وقلبك ذاكرا مستغفرا لله، فإذا كنت قد تغافلت لفترة عن ذلك، استغفر الله وأبدأ، اجعل لسانك دائما رطبا بذكر الله، يقول الله تعالى في سورة المطففين (آية 14): {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}. فعن أبي هريرة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (إن العبد إذا أخطأ خطيئة نكتت في قلبه نكتة سوداء، فإذا هو نزع واستغفر الله وتاب، صقل قلبه، فإن عاد زيد. فيها، حتى تعلو على قلبه، وهو الران الذي ذكر الله في كتابه: كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون) _ حديث حسن صحيح. وقد قال المفسرون: هو الذنب على الذنب حتى يسود القلب. فالذنب على الذنب والمعصية على المعصية تزيد قلبك قسوة ومن ثم يضعف إيمانك. - لازم الاستغفار والذكر لتجديد إيمانك.. 4- المحافظة على الصلوات في أوقاتها: من المؤكد أنك سواء كنت في عملك أو في منزلك أو عند أحد من أقاربك وأصدقائك فإنك تنجز عملا ما.. فلا تجعل أي عمل مهما كان يلهيك عن الصلاة.. أو يجعلك تؤخر صلاتك.. حتى إذا كنت تقرأ هذه الكلمات الآن وسمعت المؤذن يأذن قف.. صلاتك أهم حتى لو تكملة السطور القادمة سيأخذ منك دقيقة واحدة. - محافظتك على صلواتك في أوقاتها يساعدك على تجديد إيمانك من جديد. 5- قراءة القرآن: من المؤكد أن قرآءتك آيات من القرآن بتدبر وفهم بشكل يومي حتى لو جزء صغير يجعل قلبك دائما معلق بالله، والتفكر وفهم الآيات يزيدك إيمانا وقوة. - اجعل لك ورد يومي تقرأه بتدبّر وفهم لتقوي نفسك وتبعد عنك وساوس الشيطان. 6- الصدقة وعمل الخير: إخراجك لصدقة وزيارة ليتيم أو مسن أو مشاركتك في أي عمل خير يساعدك على تقوية إيمانك، فاحساسك بغيرك يجعلك تشعر بفضل الله عليك ونعمه العظيمة التي منحها لك. - خصص من وقتك القليل لعمل الخير. 7- الصحبة الصالحة: أصدقاؤك عامل هام جدا في تجديد إيمانك، إذا ضعفت وشعرت بالفتور والتعب سوف يكونون عونا لك لاستعادة همتك من جديد، فالصديق الصالح يعاون غيره دائما على طاعة الله، ومن ثم تكون على صلة دائمة بالله لأن هناك من يشد من آزرك ويساعدك، وقد تكونون سببا لمساعدة غيركم في التقرب من الله - عز وجل -. - اختار الصديق الذي يجعلك دائما على صلة بالله. 8- استمع دائما إلى القرآن وإلى الدروس والمواعظ الدينية: فسماعك إلى القرآن والمواعظ والخطب الدينية يساعدك دائما على تجديد إيمانك، فقد تستمع في يوم إلى قصة أو موقف حدث لغيرك يكون تنبيها لك أو دافعا للسعي إلى الأفضل دائما. - جدد إيمانك بالسماع إلى المواعظ والمواقف التي تعينك على الطاعة. هذه هي بعض الخطوات التي قد تساعد في تجديد إيمانك .. قد تجد صعوبة في البدء، ولكن ثقتك بالله تعينك وتقويك وتجعلك تبدأ من اليوم.. وإذا كان لك آراء وأفكار أخرى تساعد على تجديد الإيمان شارك قراء مصراوي رأيك .. وأخيرا.. لاتترك إيمانك ينقص.. ولاتجعل نفسك تقوى عليك . وأبدأ .. ملحوظة: اشحن الآن.. إيمانك أوشك على الانتهاء !! .......