ذكر الكاتب التركي إسماعيل ياشا أن وسائل الإعلام الغربية مثل قناة سي إن إن الأمريكية وقناة بي بي سي البريطانية كانت غير محايدة على الإطلاق حينما كانت تغطي أحداث ميدان تقسيم، بل لغة التقارير التي يتم نشرها بشكل مكثف كانت استفزازية ومحرِّضة وتركِّز بالدرجة الأولى على تدخل الشرطة متجاهلة أعمال العنف والتخريب. وأضاف الكاتب في مقال له على أخبار تركيا: عندما خرجت تظاهرات مشابهة في المدن الأوروبية ووقعت اشتباكات مع الشرطة لم تكن تغطية تلك القنوات والصحف والمواقع للأحداث بالوتيرة نفسها وبتلك اللغة، وأثارت هذه الازدواجية غضب المؤيدين للحكومة التركية . وتابع ياشا: الأحداث التي تفجرت في مدينة فرغيسون الأمريكية وتغطية قناة سي إن إن لها أشعلت هذا الغضب من جديد، وتعليقات الأتراك على التظاهرات التي خرجت في أنحاء الولاياتالمتحدة احتجاجًا على تبرئة هيئة محلفين ضابط شرطة أبيض في واقعة إطلاق الرصاص على شاب أسود أعزل مما أدى إلى وفاته، اتسمت بشيء من الشماتة . وأضاف الكاتب التركي: الصور التي تصلنا من الولاياتالمتحدة، وفيها جنود مدججون بأسلحة مختلفة ومدرعات تشعرك بأجواء الحرب، واستخدام قوات الأمن للقوة المفرطة لتفريق المتظاهرين، ولو كانت هذه الصور تأتي من بلد آخر لأقامت قناة سي إن إن الأمريكية وأمثالها الدنيا ولم تقعد، ولذلك هناك احتجاجات حتى من الأمريكيين أنفسهم على سياسة القناة التحريرية وتغطيتها للأحداث ، بحسب قوله. وتابع ياشا: ما تشهده الولاياتالمتحدة اليوم له جانبان: الأول، العنصرية البغيضة ضد المواطنين السود واستخدام القوة المفرطة في فض التظاهرات، والثاني خروج التظاهرات وتحولها إلى الاشتباكات مع قوات الأمن وأعمال العنف والتخريب والحرق . وأضاف الكاتب التركي: أحداث فرغيسون فرح بها خصوم الولاياتالمتحدة والدول التي تعرضت لانتقادات واشنطن بسبب سجلها السيئ في الانتهاكات لحقوق الإنسان . واستشهد لذلك بتصريح وزارة الخارجية الروسية حيث قالت: الولاياتالمتحدة يجب عليها أن تركز على مشاكلها الداخلية واسعة النطاق مع حماية حقوق الإنسان بدلًا من أن تعظ الآخرين . وأضافت أن مثل هذا التفجر الهائل للغضب العام ورد الفعل غير المتناسب من جانب أجهزة إنفاذ القانون يؤكد مرة أخرى أن هذا ليس حادثًا منعزلًا، لكنه خطأ منهجي في الديمقراطية الأمريكية التي أخفقت في التغلب على انقسام عرقي عميق وتمييز وعدم مساواة . وتابع: بيان الخارجية الروسية يقول باختصار: إن الولاياتالمتحدة لا يحق لها الحديث عن الانتهاكات لحقوق الإنسان في روسيا، ويتضمن أيضًا دعوة إلى السكوت على الانتهاكات ، أي تجاهلي أنت الانتهاكات التي تقع عندي وأتجاهل أنا الانتهاكات التي تقع عندك .