كثيرا ما يستهوي الجزائريين أكلُ الشواء و يجدون في عيد الأضحى المبارك الفرصة السانحة التي تسمح لهم بإعداد ذلك الطبق الشهي فيعدون له العدة، بتحضير آلات الشي وكذا أعواده وحتى الفحم. إلا انه كثيرا ما انقلبت تلك العمليات إلى مآسي حقيقية كلفت أصحابها حروقا خطيرة مست مناطق حساسة من أجسادهم على غرار الوجوه والأيادي بالنظر إلى الاستعمال العشوائي لتلك الوسائل والأغراض الخطيرة، وكذا القيام بها في أماكن لا تليق بمثل تلك العمليات التي تستوجب مساحات واسعة بالنظر إلى الدخان المنطلق من العملية والمؤدي إلى سد الأنفس، ناهيك عن الحوادث الناجمة عن عمليات الشي والتي تسجلها المصالح المختصة في كل سنة تزامنا مع عيد الأضحى المبارك وبعده. والحوادث الناجمة غالبا ما تكون بعد استعمال سوائل خطيرة كالبنزين لإشعال النار في الفحم بطريقة سريعة فتكون الكارثة، إلى جانب القيام بتلك العمليات في أماكن غير لائقة البتة كشرفات المنازل بالعمارات مما يؤدي إلى حوادث وحروقات في ظل لا مبالاة البعض وعدم حرصهم. وفي هذا الصدد اقتربنا من بعض المواطنين لرصد بعض الآراء قالت كوثر أنها غالبا ما تقوم بتلك العمليات في ظروف لائقة مع أخذها ا الكثير من الحيطة والحذر لتفادي وقوع أي حادث لاسيما وان أبناءها الصغار يحبذون مشاركتها وزوجها في تلك العملية التي عادة ما تكون في أجواء حميمية تستمتع بها الأسرة، وأضافت أنها عادة ما تنقلب إلى ما لا يحمد عقباه، وتذكرت تلك الواقعة التي وقعت لجارتها التي تحاذيها السكن حيث قامت بسكب البنزين على الفحم وما أن أشعلت النار حتى التهب وجهها مما أرغم ذويها على نقلها إلى المستشفى بحيث تعرضت إلى حروق خطيرة من الدرجة الثالثة أقعدتها بالمستشفى لأيام ومنذ ذلك الحين حفظت الدرس، وفي الوقت الذي أبت فيه حرمان أبنائها من الشواء أوجبها ذلك الالتزام بالكثير من الحيطة والحذر. أما السيدة مروة فقالت أنها تدهش لأمر هؤلاء الذين يقدمون على القيام بتلك العمليات في شرفات العمارات مما يؤدي إلى كوارث وحوادث خطيرة في ظل لامبالاة القائمين بذلك ،كما أن عملية الشي وجب أن تكون في ظروف ملائمة لاسيما شساعة المكان وكذا توفر التهوية لعدم المخاطرة بالصحة وتجنب الحوادث والحرائق التي تكثر في فترة ما بعد العيد بالنظر إلى إقدام الكل على تلك العمليات بصفة عشوائية فالأهم لديهم هو الحصول على أعواد الشواء وعادة ما يكلفهم ذلك غاليا. والملاحظ أن أجهزة الشواء وآلاته وكافة الأغراض المستعملة في تلك العمليات وفرت كثيرا قبل العيد، وعرفت اقبالا من طرف الزبائن واستهوتهم تلك الأنواع الجديدة من الأعواد المستعملة فهبوا إلى اقتنائها واقتناء الفحم، إلا أن الحيطة والحذر جد ضروريان في مثل هذه الظروف ووجب أن لا تنسينا نكهة تذوق الشواء اتخاذ الاحتياطات اللازمة في عملية تحضيره.