تقبل كثير من العائلات الجزائرية على اقتناء قارورات غاز البوتان مسبقا، تحسبا لعيد الأضحى المبارك، الذي تزداد الحاجة فيه إلى هذه المادة الحيوية، للقيام بمختلف النشاطات والأعمال الخاصة بهذه المناسبة الدينية العظيمة، التي لم يعد يفصلنا عنها إلا أيام قليلة، وخوفا كذلك من احتمال حدوث ندرة في التزويد بقارورات الغاز سواء على مستوى المحطات أو المحلات التي تقوم ببيعه، وكذا مخافة من ارتفاع أسعاره مثلما يحدث مع كل مادة يكثر عليها الطلب خلال المناسبات والمواعيد الهامة. وتحتاج اغلب العائلات الجزائرية التي هي بصدد الاحتفال بعيد الأضحى المبارك، عبر نحر الأضحية اقتداء بسنية خليل الله إبراهيم النبي عليه السلام، إلى قارورتين إضافيتين من غاز البوتان على الأقل، وذلك لاستخدامها في علمية تهيئة وتحضير "البوزلوف" وهي تشمل الرأس والأرجل، باستعمال الموقد لحرق الشعر والتخلص منه، ومن ثمة تنظيفه وتنقيته من كافة الزوائد، وتحضيره لطبخه، وفقاً لطريقة ورغبة كل عائلة، إذ غالبا ما يتم تحضيره ك"شطيطحة" أو "محمر" وغيرها من الطرق الأخرى. كما يتم اللجوء إلى المواقد المشغلة بقارورات غاز البوتان في عملية الطبخ التي تحتاج إليها الكرش، وكذا غلي وطبخ أرجل ورأس الخروف، ثم عمليات الشواء والقلي وغيرها، وكثيرا ما تفضل العائلات الجزائرية القيام بهذه العمليات في حدائق منازلها أو الساحات الخارجية وحتى الشرفات لتفادي اتساخ المطبخ والتصاق الروائح الخاصة بالطبخ وكذا، بقايا الفحم والحرق، التي تتسبب في فوضى كبيرة داخل المنزل، وتكلف ربات البيوت عناءً وجهدا إضافيين، في القيام بعملية تنظيف الجدران والأرضيات مرة أخرى. في هذا الإطار يقول احد المواطنين، انه استغل هذه الأيام لاقتناء 3 قارورات غاز بوتان، لعلمه المسبق بمدى الحاجة الماسة إليها خلال عيد الأضحى المبارك، وكذا خوفه، من أن يقع في مشكلة انعدامه أو قلته، وعليه فهو يفضل تحضير نفسه لكافة الاحتمالات مسبقا، على أن يجد نفسه مجبرا على مواجهة مواقف لا يحسد عليها، خاصة مع كثرة الطب على هذه المادة الحيوية، التي تزايدت بشكل ملفت خلال الأيام الأخيرة، بفل موجة البرد الشديدة التي اجتاحت مناطق عدة من الوطن، ومن بينها المناطق الوسطى، بالإضافة إلى الأحوال الجوية المتقلبة مؤخرا، و التي اتسمت بهطول أمطار كثيرة وهبوب رياح قوية. وفي نفس الإطار، فإن الماء بدوره يعتبر مادة مهمة وضرورية خلال أيام العيد، نظرا للحاجة الماسة إليه في عمليات تنظيف الدماء، وكذا عمليات تنظيف مختلف المتعلقات الخاصة بأضحية العيد، بالإضافة إلى ضرورته في القيام بالعديد من الأشغال المنزلية الأخرى، خوفا من انقطاعه خلال أيام العيد المبارك، فان بعض العائلات فضلت اقتناء براميل بلاستيكية كبيرة، لمن لا تملك مثلها في المنزل، بغرض ملئها عشية العيد أو قبله بيومين على الأقل، حتى لا يتفاجؤوا بشح الحنفيات صبيحة عيد الأضحى المبارك، رغم انه من الواجب التذكير، بضرورة الاستخدام العقلاني للمياه، وترشيد استهلاكها في هذا اليوم بالذات، مع الحرص على تنظيف أماكن النحر من الدماء وبقايا عملية نحر الأضحية، لتفادي تجمع الذباب والحيوانات الضالة، مع كل ما قد تحمله من ميكروبات وأمراض خطيرة.