سكان قسنطينة يمتلكون حسا عاليا في مجال الإحسان والمساعدة الاجتماعية الإحسان في قسنطينة ليس عملة نادرة، ولا استثناء في حياة الناس هناك.. الإحسان ومساعدة الفقير هما من صميم السلوك اليومي لسكان مدينة الجسور المعلقة، وعادة لم يمحها الزمن ولا ضغوط الحياة اليومية أو غلاء المعيشة.. ربيعة الهامل رئيسة جمعية أطفالنا بمدينة الجسور المعلقة تؤكد بقولها تتلقى جمعيتنا مساهمة من طرف السكان والتجار، الذين أدخلوا البهجة ورسموا البسمة على شفاه أطفال فقراء، زادهم اليتم بؤسا.. إن هذا التكافل الشعبي قد مكننا من تطوير نشاطاتنا وتنويعها لصالح الأطفال المحرومين وأضافت هناك محسنون دائمون، يصل عددهم إلى 126 محسنا، يقدمون تبرعاتهم وخدماتهم لمكفولي الجمعية بانتظام، وهناك محسنون غير دائمين، يقدمون ما استطاعوا كلما وجدوا إلى ذلك سبيلا، ومن هؤلاء نجد ربات بيوت غير عاملات، ومع ذلك يشاركن في العمل الخيري، سواء بمساعدات نقدية ءو عينية . ضمان التكفل الكلي ل270 يتيما هذه المشاركة الشعبية في نشاطات هذه الجمعية الخيرية قد سمحت بالتكفل بأزيد من 270 طفلا يتيما في منتصف عام 2014، من حيث الدراسة، المتابعة السيكولوجية، وغير ذلك. وحسب السيدة ربيعة الهامل، فقد استفاد 200 طفل من معاطف شتوية قبل فيفري 2014، كما تمكنت من توزيع عدد كبير من الملابس والمدفئات والأغطية خلال الشتاء الماضي. أما فيما يخص قفة رمضان وكسوة العيد، فقد استفاد منها 300 يتيم، فيما تجاوز عدد العائلات التي اشترى لها المحسنون كباش العيد 67 عائلة، وتم توزيع 361 محفظة و262 مئزرا ومجموعة من الكتب المدرسية قبيل الدخول المدرسي لهذه السنة. وفي نهاية العام الدراسي، كرمت 105 تلاميذ وطلبة، وكلهم أيتام، منهم 6 متفوقين في شهادة البكالوريا مُنحوا ألواحا إلكترونية، 26 ناجحا في شهادة التعليم المتوسط، منهم 4 متفوقين بمعدل 16 20 منحوا مبالغ مالية ولوحات إلكترونية، وكذا 29 ناجحا في شهادة التعليم الابتدائي، منهم 8 متفوقين، وكان أعلى معدل 9.60 منحوا مبالغ مالية. كفالة شهرية ما بين 2000 و5000 دينار وتقول السيدة الهامل إن أغلبية المتكفل بهم هم أيتام الأب، ممن يعيشون مع أمهاتهم أو ضمن عائلاتهم الكبيرة، وتخصص لهم كفالة شهرية تتراوح ما بين 2000 دج و 5000دج شهريا، على حسب ما يجود به المحسنون، إضافة إلى قفة كل شهرين تمنح لعائلاتهم كمساعدة (تم توزيع 500 قفة)،إضافة إلى ضمان توفير لوازم الحقيبة المدرسية بكل مستلزماتها. وقد تجاوز العمل الخيري المساعدة النقدية والعينية إلى توفير رعاية صحية ونفسية للطفل والأم معا، إذ تتطوع أخصائية نفسانية للنظر في مشاكل المتكفل بهم وإعطاء الحلول المناسبة لكل حالة على حدى، كما تتكفل جمعية الصحة للجميع بمتابعة الوضع الصحي لكل طفل. فالأطفال في سن معينة يبدأون في إدراك غياب الأب، وتترتب عن ذلك مشاكل نفسية دفينة، كما أنهم في سن معينة يشعرون بالحزن لاضطرارهم إلى قبول مساعدة من الغير. كما تم تشكيل لجنة المتابعة الدراسية، التي تشرف على إعطاء دروس خصوصية للأطفال الذين يلاقون صعوبات في الاستيعاب أو الفهم، وهي دروس لا تعطى في المقرر، نظرا إلى شدة ضيقه، بل تقوم الجمعية بدفع الثمن المطلوب على أن يقوم المدرسون باستقبال الأطفال في أماكن يخصصونها هم. والملاحظ أيضا أن الجانب القانوني غير غائب عن خدمات هذه الجمعية، حيث يتطوع بعض المختصين في القانون لتقديم استشاراتهم القانونية لعائلات الطفل، خاصة ما تعلق منها بإثبات النسب ومشاكل الكراء ..الخ. بدورهم، لم يبق الأطفال المتكفل بهم مجرد مستهلك سلبي، فقد ساهموا في إبراز مواهبهم من خلال نشاطات الجمعية، وتألقوا في مهرجان الطفل للإنشاد خلال 3 مواسم، كما تألقوا في مجالات فنية عديدة، كالرسم والمسرح، مما ينبئ بجيل قسنطيني جديد مفعم بالأمل والمواهب.