الملاكمة واليد بامتياز.. السلة والطائرة وألعاب القوى تراوح مكانها بعد أن تعرّفنا في الجزء الأول من حصاد الرياضة الجزائرية خلال سنة 2014 على الإنجاز التاريخي الذي حقّقه المنتخب الوطني ببلوغه الدور الثاني لمونديال البرازيل وتتويج وفاق سطيف بكأس دور أبطال إفريقيا ومشاركته في مونديال الأندية، إضافة إلى تتويج الفريق الوطني لكرة اليد باللّقب القاري، سنخصّص حلقة هذا العدد لرياضة الملاكمة وألعاب القوى ورياضات أخرى ونعيد عليكم أهمّ الإنجازات المحقّقة. كان عام 2014 حافلا بالإنجازات في كرة القدم الجزائرية وفي الملاكمة التي ما فتئت تؤكّد قوتها وفي كرة اليد كذلك العائدة إلى الواجهة الإفريقية، في حين جاء مخيّبا في ألعاب القوى التي ظهرت بوجه شاحب. 2014.. عام ناجح بامتياز للملاكمة الجزائرية تبوّأت الملاكمة الجزائرية منذ مدّة ريادة الرياضات الوطنية بفضل الألقاب العالمية والدولية والقارية التي حقّقتها في السنوات الأخيرة، وهو ما يؤكّد عافيتها وقوتها. وما الكأس الإفريقية الثالثة على التوالي التي أحرزتها هذه الرياضة في جنوب إفريقيا والتتويجات الكثيرة المحقّقة على مستوى الشباب إلاّ تأكيد على القوة التي أصبحت تتمتّع بها وعلى المكانة العالية التي اعتلتها. هذا الإنجاز المبهر المحقّق في مدينة إيست لندنالجنوب إفريقية يؤكّد مُجدّدا الصحّة الجيّدة للملاكمة الجزائرية التي طبعت عام 2014 ببصماتها بفضل الألقاب التي حازتها، من أهمّها اللّقب الإفريقي المحصّل عند الأواسط في مارس 2014، المركز الأول التاريخي المحقّق في الألعاب الإفريقية للشباب، فضلا عن الكأس الإفريقية الثالثة التي توّج بها الأكابر (2010 في الجزائر و2012 في بوتسوانا و2014 في جنوب إفريقيا). فرغم المنافسة الشديدة التي لقيها الجزائريون من ملاكمي البلد المنظّم إلاّ أنهم نجحوا في بسط قوتهم في إيست لندن بإحراز سبع ميداليات (5 ذهبية و2 برونزية). ولدى السيّدات توّجت الجزائر في أرض جنوب إفريقيا بثلاث ميداليات (فضيتان وبرونزية). وعلى درب أسلافهم (الأكابر) سار أواسط المنتخب الوطني بثبات، حيث نجحوا في التتويج بلقب البطولة الإفريقية التي جرت بياوندي (الكاميرون) بحصد 6 ميداليات ذهبية وفضيتين وبرونزية. كما حازت الكبريات في موعد ياوندي هذا ثلاث ميداليات للجزائر: ذهبية واحدة بفضل سهيلة بوشان (48 كلغ) وفضّية من توقيع رميسة بوعلام (51 كلغ) وبرونزية من نصيب منال محرزي (57 كلغ). وفي الألعاب الإفريقية للشباب ضرب (الفنّ النبيل) الجزائري بقوة بعدما تألّق الملاكمون الجزائريون الخمسة المشاركون في هذا الموعد بشكل لافت، حيث نجحوا جميعهم في الصعود على منصّة التتويج ليهدوا للجزائر أربع ميداليات ذهبية وفضّية واحدة. هذا الصعود المبهر في مستوى الملاكمة الجزائرية قاد الاتحادية الدولية للملاكمة إلى اختيار خمسة ملاكمين جزائريين للمشاركة في الطبعة الأولى لبطولتها الاحترافية التي تضمّ أقوى الملاكمين على المستوى العالمي، غير أن اثنين منهم تخلّفا عن خوض غمارها بسبب إصابتهما. الجيدو.. نتائج مُرْضية قاريا ووجه شاحب في المونديال ولئن كان الجيدو الجزائري قد أخفق كُلّيا على المستوى العالمي، إلاّ أن مشاركة المصارعين الجزائريين في المنافسات الإفريقية كانت بالمقابل مُرْضية، لتحفظ بذلك ماء وجه هذه الرياضة. ففي مونديال 2014 الذي جرى في تشليابينسك (روسيا) سجّل الجزائريون مشاركة مخيّبة بإقصائهم بالجملة من الدور الأول من المنافسات. وعليه بقي سجِّل الجيدو الجزائري منذ مونديال القاهرة 2005 حينما أحرزت الجزائر ميدالية فضّية بفضل عبد الرحمن بن عمادي (-81 كلغ) وأخرى برونزية من توقيع صورايا حدّاد (-48 كلغ) وإلى غاية طبعة 2014 عذريا. وفي ظلّ العجز عن الصعود على منصّة التتويج اكتفت الجزائر في مونديال 2014 بحصد أكبر قدر ممكن من النقاط لتحسين ترتيب الجزائريين في التصنيف العالمي. ورغم انخفاض مستوى الجيدو الجزائري عالميا إلاّ أنه ظهر بوجه مشرّف في بطولة إفريقيا التي جرت من 26 إلى 28 مارس الماضي في بورت لويس (جزر موريس). وقد توّج المصارعون الجزائريون باللّقب الإفريقي لعام 2014 حسب الفِرق بعد فوزهم بنتيجة (4-1) في النهائي على منتخب مصر، كما فازوا أيضا بمنافسات الفردي التي تقدّموا فيها على تونس التي حلّت في المركز الثاني ومصر ثالثة. ونجح المصارعون ذكورا وإناثا في حصد 17 ميدالية: 5 ذهبيات و6 فضّيات و6 برونزيات. وعند السيدات اكتفت المصارعات الجزائريات باحتلال المركز الثاني في منافسة الفِرق إثر خسارتهنّ في النهائي أمام التونسيات (3-2). ألعاب القوى.. الخيبة الأكبر خلال سنة 2014 كان اللّقب الإفريقي للعربي بورعدة في اختصاص العشاري بمثابة نقطة الضوء الوحيدة في مسار هذه الرياضة التي سجّلت نتائج لم ترق إلى المستوى المنتظر في الطبعة ال 19 لبطولة إفريقيا المنظمة في أوت بمراكش (المغرب)، حيث اكتفت بإحراز لقب قاري وحيد وثلاث ميداليات برونزية. وقد اكتفى المنتخب الوطني الجزائري الذي شارك ب 27 عداء باحتلال المركز ال 12 بمجموع أربع ميداليات، منها ذهبية واحدة و3 برونزيات، مسجّلا بذلك تراجعا ملحوظا عن الدورة الثامنة عشر التي أقيمت من 28 جوان إلى 1 جويلية 2012 في بورتو نوفو (البينين)و حيث احتلّت الجزائر التي شاركت آنذاك ب 13 رياضيا فقط المركز السادس برصيد 7 ميداليات (ذهبيتان، 3 فضّيات وبرونزيتين). ولئن نجح بورعدة في تحقيق إنجاز كبير باعتلائه أعلى منصّة التتويج فإن لأمر مخالف بالنسبة لكل من البطل الأولمبي توفيق مخلوفي والسبّاعة ياسمينة عمراني اللذين أخفقا في الاحتفاظ بتاجيهما القاري المحقّقين في دورة البينين السابقة. ولم تتمكّن ياسمينة عمراني من الاحتفاظ بلقبها القاري إثر انسحابها في مسابقة السباعي بسبب إصابة بعد أن كانت متصدّرة للترتيب العام، ليحرم المنتخب الجزائري من حظوظ حقيقية في التتويج. من جهته، اكتفى الفريق الوطني للعدو الريفي باحتلال المركز السابع في الترتيب العام حسب الفِرق في بطولة إفريقيا التي جرت في كامبالا سيتي (أوغندا). عربيا، حصدت الجزائر 3 ميداليات ذهبية و8 فضية و8 برونزية في البطولة العربية بمصر. علامة كاملة لكرة اليد الجزائرية أضحت كرة اليد حاملة مشعل الرياضات الجماعية في الجزائر بافتكاكها مطلع عام 2014 التاج القاري السابع في مشوارها بعد 18 سنة من الانتظار. ونجح المنتخب الجزائري الذي لم يدخل المنافسة القارية في ثوب المرشّح للظفر بلقبها بسبب تأثّر تحضيراته بدخول البطولة الوطنية في فترة سبات طويل، إضافة إلى إصابة العديد من عناصره في مخالفة كل التكهّنات وإعطاء درس في الشجاعة والبطولة لكل منافسيه، سيّما المنتخب التونسي الذي كان المرشّح الأكبر لنيل التاج الإفريقي. اخفاق كلّي جماعي لكرة الطائرة والسلة فالجزائر أخفقت في التأهّل إلى مونديال 2014 للرجال للكرة الطائرة، وخلافا للكرة الصغيرة فإن سنة 2014 جاءت غثّة بالنسبة للرياضات الجماعية الأخرى، سيّما الكرة الطائرة وكرة السلة حتى وان نجح المجمّع البترولي في التتويج بلقب بطولة إفريقيا للأندية البطلة للكرة الطائرة (سيّدات) والمنتخب الوطني لأقلّ من 18 عاما (ذكور) لكرة السلة بالميدالية البرونزية للبطولة العربية التي جرت بمصر. فالجزائر أخفقت في التأهّل إلى مونديال 2014 للرجال للكرة الطائرة، والأمر نفسه بالنسبة للسيّدات اللاّئي لم ينجحن في اقتطاع ورقة المرور إلى كأس العالم 2014 التي طرحت للمنافسة في الدورة التأهيلية الخاصّة بمنطقة إفريقيا التي جرت من 23 فيفري إلى الفاتح مارس الماضيين بالجزائر. رياضات الدرّاجات تستعيد بريقها بالمقابل، تزيّن سجِّل الرياضة الجزائرية هذا العام بألقاب أخرى حقّقتها رياضات الدرّاجات التي حصدت في البطولة العربية التي أقيمت في عنابة 7 ميداليات ذهبية وفضّيتين وبرونزيتين والتجذيف والكانوي كياك التي افتكّت 6 ذهبيات وفضّية و8 برونزيات في بطولة إفريقيا المنظمة أيضا بالجزائر (تيبازة). نتائج فردية تستحقّ الإشادة بخصوص النتائج العالمية التي سجّلتها الرياضة الجزائرية تأتي الميدالية الفضّية التي توّج بها الربّاع بيداني وليد في بطولة العالم أواسط بروسيا على رأس قائمة الإنجازات المحقّقة في المحافل الدولية، إلى جانب المركز الرابع الذي احتلّه الملاكم الشابّ سالم طامة في الألعاب الأولمبية للشباب في أوت بالصين، والذي افتكّ أيضا المرتبة الخامسة في بطولة العالم للأواسط في صوفيا (بلغاريا)، فضلا عن اللّقب العالمي الذي أحرزه نورة مولود في رياضة المعاقين في مونديال ميامي (الولايات المتّحدة الأمريكية). وتحقّقت بقية الإنجازات العالمية بفضل الرياضات غير الأولمبية، على غرار كمال الأجسام والكرة الحديدية والرياضات القتالية. ففي رياضة كمال الأجسام توّج الرياضيان آسيا عبد القادر ومحمد بوعافية بطلين للعالم ولإفريقيا، في حين أحرز إلياس بوغانم الميدالية البرونزية في بطولة العالم والذهبية في بطولة إفريقيا. من جهته، تألّق بطل إفريقيا محمد شيخي في بطولة العالم للكرة الحديدية التي جرت بإيطاليا بتتويجه بالميدالية الفضّية، في حين أحرز العربي عبد السلام ميدالية فضّية في المونديال الإيطالي. وفي الكونغ فو حصدت الجزائر ميداليتين برونزيتين في بطولة العالم بفضل يوسف حمريت وعبد القادر شعبان. وفيما يتعلّق بمنافسات الشباب فقد أنهت الجزائر مشاركتها في الطبعة الثانية للألعاب الإفريقية التي جرت من 22 إلى 31 ماي بغابورون (بوتسوانا) في المركز الرابع برصيد 48 ميدالية (15ذهبية و22 فضية و11 برونزية).