بدافع الحرية والهروب من المسؤولية شابات يعزفن عن الزواج العزوف عن الزواج ظاهرة استقطبت في السنوات الأخيرة ميول بعض الفتيات وغزت بقوة عقولهن ورغبتهن في الابتعاد عن الروابط الاجتماعية التقليدية كالارتباط بزوج وتكوين أسرة وإنجاب الأولاد، قرار توصلن إليه بكامل إرادتهن، أسبابهن في ذلك كثيرة أهمها مواصلة الدراسة أو الاحتفاظ بمنصب العمل إلا أن بعضهن يندمن عن القرار لكن بعد فوات الأوان ويكون قطار العمر قد ذهب بدون رجعة. دفعت الاستقلالية المادية بعض الفتيات الجزائريات وطمعهن في الحرية والاستقلال الذاتي، بالإضافة إلى مناصب العمل المغرية، إلى الاستغناء عن الزواج، وقد التقت (أخبار اليوم) ببعض هؤلاء الفتيات وقامت برصد شهادات حية. المسؤولية تخيف بعضهن أول من التقيناها وسيلة شابة في الثلاثين من العمر كانت واقفة بموقف سيارات الأجرة بساحة أودان وكانت فرصة سانحة لنا لسؤالها فردت (أنا واحدة من الفتيات اللائي أجلن فكرة الزواج إلى أجل غير معلوم، فاستقراري المادي والمهني منحاني إحساسا بالاستقلالية، فحياة السفر والنجاح، الثراء والحرية كلها بالنسبة لي أهم من جدران بيت وتعسف زوج فأنا لم أدخل باب العنوسة من باب سوء الحظ لأنني كنت مصممة على العيش بدون رجل، سئمت سماعي قصصا للتجارب الزوجية الفاشلة كنت أقارن بين حريتي وسجن صديقاتي واستقراري المادي والمهني، في حين أنهن مرتبطات براتب أزواجهن واستبدلن راحة البال بقلقهن على أولادهن ومسؤوليات كثيرة لا توصل إلى نتيجة، أنا سعيدة بدون زواج ولم أندم على عنوستي). فتيات يرفضن الخطاب كنت أبحث عن شاب مميز وأرفض كل الخطاب (هي العبارة التي أجابتنا بها زينب حين سألناها عن سبب عزوفها عن الزواج، فهي واحدة من الفتيات اللائي كن يبحثن عن الرجل المميز والكامل، كان حلما يراودها، حلما لا وجود له في الحقيقة، فالبحث عن الرجل البطل كان بحثا شاقا بالنسبة لها لأن التميز نادر في الواقع ولا نجده إلا في الروايات، ومعظم الفتيات للأسف تلح على مواصفات ويشترطن أن يكون زوج المستقبل ثريا ولديه سكنا خاصا ويكون متعلما، لكن الواقع شيء مغاير تماما، فغالبية الخطاب الذين دقوا باب زينب كانوا شبابا من المستوى المتوسط، لذلك رفضتهم كلهم ما جعلها تبقى بدون زواج لحد الساعة. ندمت حين لا ينفع الندم في حين عبرت إكرام عن ندمها بسبب عزوفها عن الزواج فقد وجدت نفسها عانسا وهي في سن الأربعين وقد عبرت عن ندمها قائلة: (عزوفي عن الزواج أصبح فراغا رهيبا لا يملأه إلا صوت طفل حالم يبدو وجوده مستحيل وأنا قد بلغت سن اليأس كنت مخطئة لاتخادي القرار تمنيت لو يرجع الزمان إلى الوراء وغيرت قراري الذي دمر حياتي، تأخذ نفسا عميقا وتتنهد، تركت قطار الزواج يمر من محطتي أتأسف على زهرة شبابي التي ضيعتها بسبب تهوري فأنا أعيش الوحدة التي تقتلني كل ثانية نلت من الدنيا كل ما تتمناها أي فتاة تحصلت على أموال ومنصب كمديرة في إحدى المؤسسات الخاصة، بيت كبير لكن بعد عملي أعود ليلا حتى أغرق في صمت المكان وجدران البيت تلومني لاشتياقها لأصوات الأطفال وزوج يحمي البيت. منظور علم النفس للمشكل للاستفسار أكثر عن الموضوع ربطت (أخبار اليوم) اتصالا هاتفيا بالمختص في علم النفس الدكتور(سليم بومرتيت) الذي فسر لنا أن لهؤلاء النسوة مخاوف حادة من الطلاق وفشل التجارب فإنهم يعيشون في قلق إزاء تجارب فاشلة، بالإضافة إلى السقوط الاجتماعي والعاطفي والاقتصادي، ويشير النفسانيون إلى أن العازفات عن الزواج أدين إلى بروز مشاكل اجتماعية. ومن أسباب عزوف الفتاة عن الزواج أحيانا تكون الفتاة غير مستعدة للالتزام بعلاقة جديدة أو بعضهن غير مقتنعات بالزواج ويعللن ذلك بأن الوقت غير ملائم وهن يستمتعن بعزوبيتهن ومنهن من يشعرن بنقص كعدم تحملهن المسؤولية أو غياب الثقة بالنفس وأنهن غير ناضجات، لكن أغلبهن يكن قد مررن بعلاقات أو تجارب عاطفية قاسية كحالات الطلاق فيقررن عدم تكرار تجربة الزواج.