اعتداءات خطيرة تتربص بهم الآي فون والبلاك بيري بين أيدي الذراري ما لاحظناه خلال السنوات الأخيرة أن استعمال الهاتف النقال أصبح لا يقتصر على الكبار فقط بل أنه يستعمل من طرف صغار السن أيضا، وما زاد الطينة بلة ظاهرة انتشاره في المدارس حتى بالنسبة لتلاميذ الطور الابتدائي، بحيث تحولوا إلى مالكي أفخر الهواتف النقالة التي قد تعرضهم إلى اعتداءات خطيرة من طرف المنحرفين، وفي الوقت الذي يرى فيه الأساتذة أنها تصرفات وسلوكات غير لائقة يجد الأولياء ضرورة في ذلك، للاستفسار عن الموضوع زرنا بعض المدارس بالجزائر العاصمة، التقينا بأستاذة في الطورالابتدائي فقالت (أنا ضد فكرة منح المحمول للتلاميذ لأن هذه المرحلة التي يمر بها جد صعبة فقد يسبب له مشاكل في الدراسة لأنه سيشتغل به أثناء القسم وهو ما سيمنعه من الانتباه للأستاذ والدرس، بالإضافة إلى هذا فإن الكثير من هؤلاء التلاميذ لا يتقنون استعمال الهاتف النقال بسبب عدم إتقان اللغة اللاتينية التي برمج عليها الهاتف. الآي فون في أيادي الأطفال أردفت الأستاذة لطيفة بالقول إنها تحتار لسماح الأولياء لأبنائهم بحمل أرقى الهواتف النقالة التي قد لا يملكها الأستاذ نفسه بل يتفادى الكبار ذلك خوفا من الاعتداءات إلا أننا عدنا نرى تلاميذ بالأيفون والبلاك بيري وهو أمر غير معقول قد يشغلهم عن الدراسة ويدفع بالكثير من التلاميذ إلى التشويش على زملائهم من خلال استعماله داخل القسم وأثناء الدرس فهم يستعملونه كأداة للهو من خلال مشاهدة الفيديوهات المضحكة وهو الأمر التي يثير غضب المعلمين. عمليات سطو خطيرة تتربص بهم وفي هذا الصدد أيضا سألنا الأستاذة بطاش حيث أجابتنا هذه الأخيرة (صحيح أن الهاتف المحمول له كثير من الإيجابيات لكن بالنسبة للتلاميذ هو خطر بالدرجة الأولى فهو يلهيهم عن دراستهم، كما أن مختلف الجرائم ارتكبت بسببه وقد شاهدت ذات مرة أثناء خروج التلاميذ من المدرسة تعرض فتاة إلى اعتداء من طرف أحد اللصوص الذي لفت انتباهه هاتفها الفاخر حيث أخذه منها باستعمال القوة وأسقطها أرضا، أما الحديث عن سلبياته في القسم فهو مجال واسع كونه العامل الأساسي الذي يخل بالتركيز عند التلاميذ من خلال اللهو بالألعاب وإرسال الرسائل القصيرة فيما بينهم الشيء الذي أجبرني في كم من مرة على طردهم وهذا قد يجعل الدرس يفوت التلميذ. ولم تفلح القوانين الصارمة التي وضعت بخصوصه من إلغاء حضوره عبر المدارس. للأولياء رأي مخالف بعد أن استطلعنا رأي الأساتذة في استعمال الهاتف النقال في المدرسة أردنا معرفة رأي أولياء الأمور وأول من التقينا كان السيد عثمان البالغ من العمر 32 سنة المنحدر من ولاية تيبازة والذي يعمل في سلك الأمن بالجزائر العاصمة فرأيه مختلف حيث أكد قائلا (الهاتف النقال ضروري بالنسبة للتلاميذ فأنا أتمكن من خلاله الاتصال بابنتي عند خروجها من المدرسة وأحيانا عند اصطحابها إلى المدرسة مبكرا فنبقى على اتصال حتى عند وصول وقت الدخول إلى القسم، فأنا أخاف عليها كثيرا من الاختطاف عندما تكون واقفة قبل فتح باب المؤسسة التعليمية)، بعد أن تحدثنا مع الوالد أرادنا التحدث مع الابنة فسألنا لينة صاحبة ال 8 سنوات تلميذة في السنة الثالثة عن كيفية استعمال الهاتف النقال فأجابتنا (عند دخولي إلى القسم أقوم بإغلاقه حتى لا يزعجني وأتابع الدرس بكل تركيز وأشغله عند خروج لأن أبي يتصل بي حتى يطمئن عليّ).