تهدف إلى دحر الجماعات الدموية على الحدود المشتركة هذه تقديرات الخبراء لحدّة التهديد الإرهابي القادم من الشرق قرّرت الجزائروتونس تشكيل لجنة خبراء عسكرية وأمنية من أجل بحث توقيع اتّفاقية أمنية وعسكرية طويلة الأمد بين البلدين خلال الزيارة الأخيرة للرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، هذه الاتّفاقية تهدف -حسب مصادر أمنية- إلى التصدّي للتهديدات الإرهابية في الحدود المشتركة بين البلدين الممتدّة على مسافة 1000 كلم. نقلت وكالة (الأناضول) عن مصدر أمني جزائري وصفته بالموثوق قوله إن (الرئيس التونسي باجي قايد السبسي اتّفق مع نظيره الجزائري عبد العزيز بوتفليقة على تشكيل لجنة خبراء من 6 أعضاء، 3 من كلّ دولة، من أجل إعداد مسودة اتّفاق عسكري طويل الأمد بين البلدين). وأضاف المصدر أن (موضوع التعاون العسكري والأمني بين الجزائروتونس كان من بين أهمّ بنود برنامج الزيارة التي قام بها الرئيس التونسي للجزائر يومي 4 و5 فيفري الجاري)، وتابع: (انتهت مشاورات الرئيس بوتفليقة ونظيره التونسي في العاصمة الجزائر بالاتّفاق على تشكيل لجنة خبراء في القانون والشؤون الأمنية والعسكرية، حيث تضمّ خبيرين من وزارتي الخارجية متخصّصين في الاتّفاقات الدولية وخبيرين من وزارتي الدفاع بالبلدين وخبيرين أمنيين من أجل وضع مسودة الاتّفاق الأمني والعسكري بين البلدين). وأشار المصدر الأمني إلى أن (التعاون العسكري والأمني بين الجزائروتونس تحكمه إلى الآن مجموعة تفاهمات تمّ التوصّل إلى أغلبها في شهر أفريل 2014 تخصّ التنسيق الأمني عبر الحدود وتبادل المعلومات، وتطلّبت التفاهمات الأمنية بين البلدين موافقة جديدة من الرئيس التونسي المنتخب). وقد تقرّر -حسب المصدر ذاته- (تحويل هذه التفاهمات إلى اتّفاق رسمي وقانوني بين البلدين، وهو ما يجري بحثه بين الخبراء الآن). تقديرات الخبراء لحدّة التهديد الإرهابي يتعاون الجيشان التونسيوالجزائري في مكافحة الإرهاب في الحدود المشتركة بين البلدين الممتدّة على مسافة 1000 كلم، في ظلّ تخوّف تونس من زيادة تهديد الجماعات الإرهابية التي تسيطر على أجزاء من ليبيا المجاورة. ويصف خبراء أمنيون التنسيق الأمني بين البلدين بالمتميّز نظرا لشموليته، إن كان على مستوى مصالح الأمن أو على مستوى حكومتي البلدين من أجل القضاء على آفة الإرهاب. ويجزم بعض المراقبين بأن تفعيل العلاقات الأمنية القائمة بين البلدين الجارين وتحسينها ورفعها إلى مستوى العلاقات الاستراتيجية بين البلدين من شأنه تضييق الخناق أكثر على الإرهاب والجريمة العابرة للحدود، حيث أن وضع خطّة تنسيق أمني وعسكري يتيح القضاء على المجموعة الإرهابية التي تتحصّن في جبل الشعانبي، في الجهة التونسية، خصوصا في ظلّ ورود معلومات تمّ استخلاصها من إرهابيين بشأن تخطيط مجموعات إرهابية مسلّحة لهجمات ضد الجزائر، علما بأن عددا من الإرهابيين الموجودين في صفوف مجموعة الشعانبي هم من الجزائر، حسب تأكيدات وزارة الداخلية التونسية، الشيء الذي يؤشّر على تزايد خطر الجماعات الدموية، بما في ذلك تنظيم القاعدة الذي بات يتهدّد أمن تونس خاصّة على الشريط الحدودي الغربي مع الجزائر في ظلّ عدم (جاهزية) ونقص خبرة قوّات الجيش والأمن التونسيين على خوض معارك (متكافئة) مع مقاتلين شرسين مقابل خبرة طويلة اكتسبها الجيش الجزائري في مكافحة الإرهاب. ودفعت أعمال العنف الدامية التي ارتكبتها الجماعات الإرهابية المسلّحة في جبل الشعانبي بتونس قرب الحدود الجزائرية البلدين في الأشهر الأخيرة إلى تعزيز تعاونهما الأمني، سواء عبر التعاون الاستخباراتي أو عبر زيارات متبادلة على مختلف المستويات. كما نشرت الجزائر أكثر من ثمانية آلاف عنصر من وحدات الجيش على الشريط الحدودي مع تونس وساعدت كثيرا في التصدّي لخطر هجمات تنظيم القاعدة الذي بات يهدّد أمن المجتمع التونسي واستقراره. التحدّيات المشتركة في عيون الصحافة التونسية غطّى الملف الأمني على تحاليل الصحف التونسية لأهداف زيارة الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي في اليومين الماضيين إلى الجزائر، ورأت صحيفة (الشروق) التونسية أن (اختيار الباجي قايد السبسي الجزائر كأوّل عاصمة يزورها يتجاوز البروتوكول الدبلوماسي الدارج والقائم على دعم العلاقات الثنائية مع الجار الغربي، ويفوق أيضا استحقاق متابعة ملفات التعاون الاقتصادي والاجتماعي والتنسيق السياسي الثنائي، ليبلغ مستوى إعلان حالة الاستنفار حيال الحريق المشتعل في ليبيا وحزام الإرهاب المتشكل في دول الساحل الإفريقي والمهدّد لكامل منطقة شمال إفريقيا). وتدفع الصحيفة إلى توجّه تونس نحو (الاستفادة من التجربة الجزائرية خلال عشرية الدم من خلال استيعاب الشباب المغرّر بهم وتقويض الحاضنة الشعبية للجماعات الإرهابيّة). وقرأت صحيفة (الصباح) زيارة السبسي بأنها تدخل في سياق البحث عن تكريس العمق الاستراتيجي للأمن المغاربي المشترك وكتبت أن (عنوان الزيارة أمني بامتياز بالنظر إلى التحدّيات الأمنية الرّاهنة للبلدين مع امتداد مخاطر الإرهاب والتهريب على الحدود، إضافة إلى الأزمة في ليبيا).