الرئيس التونسي يحمل تفاصيل أمنية حول مخططات خلية الشعانبي ضد الجزائر يصل الرئيس التونسي الجديد الباجي قائد السبسي غدا، في زيارة رسمية إلى الجزائر تعد الأولى له خارج تونس منذ اعتلائه قصر قرطاج قبل شهر. ويبحث الرئيس التونسي مع نظيره الجزائري تفعيل التعاون الأمني والتنسيق العسكري بين البلدين وكذا قضايا التعاون الاقتصادي والتجاري لتنمية المناطق الحدودية بشكل خاص. وذكرت مصادر عليمة، أن السبسي الذي تربطه علاقات خاصة وشخصية مع الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، تمتد لعقد السبعينيات سيطلب من السلطات الجزائرية المساعدة بمعدات عسكرية، خصوصاً فيما يتعلق بمناظير المراقبة الليلية، ووضع خطة تنسيق أمني وعسكري يتيح القضاء على المجموعة الإرهابية التي تتحصن في جبل الشعانبي، في الجهة التونسية. ويحمل الرئيس التونسي المنتخب إلى الجزائر، معلومات تم استخلاصها من إرهابيين بشأن تخطيط مجموعات إرهابية مسلحة لهجمات ضد الجزائر، علماً أن عدداً من الإرهابيين الموجودين في صفوف مجموعة الشعانبي هم من الجزائر حسب تأكيدات وزارة الداخلية التونسية. واستبق الناطق الرسمي للداخلية التونسية زيارة الرئيس بتصريحات كشف فيها عن العثور على محاضر تحقيق مسربة حول الجماعات الإرهابية بحوزة مسلحين مما يؤشر على تزايد خطر الجماعات الجهادية المسلحة، بما في ذلك تنظيم القاعدة الذي بات يتهدد أمن تونس خاصة على الشريط الحدودي الغربي مع الجزائر في ظل عدم "جاهزية" وÇخبرة" قوات الجيش والأمن التونسيين على خوض معارك "متكافئة" مع مقاتلين شرسين، وذلك مقابل خبرة طويلة اكتسبها الجيش الجزائري في مكافحة الإرهاب. ودفعت أعمال العنف الدامية التي ارتكبتها الجماعات الإرهابية المسلحة في جبل الشعانبي بتونس قرب الحدود الجزائرية، البلدين في الأشهر الأخيرة إلى تعزيز تعاونهما الأمني، سواء عبر التعاون الاستخباراتي أو عبر زيارات متبادلة على مختلف المستويات. كما نشرت الجزائر أكثر من ثمانية آلاف عنصر من وحدات الجيش على الشريط الحدودي مع تونس وساعدت كثيرا في التصدي لخطر هجمات تنظيم القاعدة الذي بات يهدّد أمن المجتمع التونسي واستقراره. وستكون الأزمة في ليبيا على أجندة المباحثات بين بوتفليقة والسبسي، خاصة مساعي الجزائروتونس باعتبارهما من دول جوار ليبيا، لدعم جهود حل الأزمة وإنجاز حوار بين الفرقاء الليبيين، ومنع تحول ليبيا إلى منطقة نزاع أهلي وقاعدة للمجموعات الإرهابية. وإلى جانب الملف الأمني الذي يتصدر أولويات التعاون التونسيالجزائري، يتطلع السبسي إلى دعم الجزائر لحكومته على المستوى الاقتصادي، في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها تونس وعودة الاحتجاجات الشعبية، إضافة إلى تدهور القدرة الشرائية واشتعال الأسعار، ناهيك عن استفحال شبكات التهريب. وفي هذا السياق، لم يتردد الرئيس التونسي خلال استقباله السفير الجزائري عبد القادر حجار مؤخرا، دعوة المسؤولين الجزائريين إلى "إعطاء المزيد من الدفع للعلاقات الثنائية في المجال الاقتصادي، الذي أصبح يكتسي أولوية في المرحلة الراهنة". وكان وزير الداخلية الجزائري، الطيب بلعيز، قد صرح بأن "اتفاقا إطاريا أبرم بين الجزائروتونس بشأن برنامج تنموي استثنائي للولايات الحدودية الجزائرية الأربع مع تونس، على أن تقابلها مشاريع إنمائية بالضفة التونسية المقابلة، كأسلوب من أساليب مكافحة أشكال الإرهاب".