الجريمة كشفت ازدواجية المعايير في الإعلام الغربي أكثر من 6 آلاف شاركوا بجنازة الضحايا أقيمت أول أمس الخميس، وبعد صلاة الظهر في (مسجد رالي) الأكبر بين مساجد ولاية نورث كارولينا الأمريكية، صلاة الجنازة على 3 طلاب مسلمين عرب، ولدوا ونشأوا في الولاية، وسقطوا الثلاثاء الماضي برصاص جارهم الأمريكي الملحد، وهم: السوري الأصل ضياء بركات، وزوجته الأصغر منه بسنتين يسر أبو صالحة، وهي فلسطينية الأصل وأكبر بعامين من شقيقتها رزان، البالغ عمرها 19 سنة، والتي كانت تزورهما حين أفرغ كريغ ستيفن هيكس رصاص مسدسه في رؤوس الجميع وأرداهم مضرجين. بعد صلاة الجنازة التي أقامها بنفسه والد القتيلتين، الطبيب النفساني محمد أبو صالحة، في مسجد تابع للمركز الإسلامي بمدينة رالي، عاصمة الولاية، واروهم الثرى متجاورين في مقبرة اسلامية، قريبة في بلدة ويندل 25 دقيقة بالسيارة عن رالي التي يقيم فيها وبجوارها أكثر من 38 ألف مسلم وعن الجنازة التي وجه فيها أبو صالحة نداء للإدارة الأمريكية بأن تفتح عبر الإف.بي.آي تحقيقا بالمجزرة كجريمة سببها الكراهية، لا لخلاف على ركن السيارات في الحي، فقال إن عددا من الممثلين الرسميين لسلطات عدة بالولاية شاركوا فيها، وإن الحشد فيها كان كبيرا، وبدت مشاعر الحزن على وجوه طلاب الجامعات وجيران الضحايا وذويهم وأقاربهم وأصدقائهم وفق تعبيره. ملحد وعنصري إلا أن التركيز بدأ بعد الدفن على القاتل وسبب ارتكابه لما سموه (مجزرة تشابل هيل) على اسم البلدة التي حدثت فيها، حيث كان يقيم ضحاياها، ممن شهد معظم جيرانهم لوسائل إعلام محلية راجعتها العربية.نت بأن قاتلهم هو من النوع المشاكس الميال للتحدي، ويقيم منذ 10 سنوات في تشابل القريبة كبلدة جامعية، 3 كيلومترات من جامعة نورث كارولينا حيث كان ضياء يدرس سنة ثانية طب الأسنان، وزوجته التي اقترن بها قبل 3 أسابيع تسجلت بالدراسة نفسها، فيما كانت شقيقتها رزان تدرس تصاميم الديكور. ومن المعلومات عن هيكس، المالك في فيسبوك لحساب مكتظ بمواقف متطرفة ضد جميع الأديان، فإنه ساخر كبير بالمسيحية، ورافض للإسلام عن كره واضح، ونجده يلجأ للأسلوب الفلسفي للتعبير عن إلحاده، حيث يقول في تايم لاين حسابه الفيسبوكي: لست ملحداً لأني أجهل حقيقة الكتاب المقدس (التوراة والإنجيل معا) بل لأنه هو الجاهل بالحقيقة من دون أي يذكر عن أي حقيقة يتحدث، إلا إذا كان يقصد الإلحاد. ويبدو هيكس فاشلا في حياته الاجتماعية بوضوح، وفق ما يمكن استنتاجه مما نقلته الصحف عن جيرانه وجيران ضحاياه، فبعضهم ذكر لصحيفة chapel hill news المحلية، أنه انطوائي وصدره ضيق، ولا يطيق أي إزعاج يأتيه من أي جار، وسبق أن تزوج منذ 17 سنة، لكن زواجه انتهى في 2004 بالطلاق، تاركا طفلة بقيت مع والدتها ولم يرها منذ 10 أعوام، وهو عاطل عن العمل وفاشل اجتماعيا، ولا يملك إلا سيارة عمرها 15 سنة، ويقيم بالحي مع امرأة تزوجها منذ 7 أعوام، اسمها كارن ولم تنجب منه أي وليد. ثم أفرغ الرصاص في رؤوس ضحاياه وكل شيء حدث عند الخامسة تقريبا بعد ظهر الثلاثاء تقريبا، حيث توجه هيكس البالغ عمره 46 سنة، الى الشقة التي يقيم فيها ضياء بركات وزوجته، وطرق بابها غاضبا بلا سبب واضح، سوى ما قيل إنه خلاف على ركن سيارة شقيقة زوجته في الحي، وعندما فتح أحدهم الباب، ويبدو أنه كان ضياء على ما يعتقدون، صوّب الى رأسه مسدسه وأمره بالتراجع إلى الخلف، ثم تبعه ودخل معه الى الشقة وأغلق بابها. في الشقة سيطر هيكس على الجميع بقوة السلاح، وبدم بارد أفرغ مسدسه عيار 38 بواقع رصاصتين في رأس كل متواجد فيها، طبقا لما نراه في فيديو نقلته العربية.نت من موقع TomoNews المختص بتحويل الأخبار الى رسوم متحركة يروي بها المعلومات بسيناريو محاكاتي، ويبدو أنه استمده عن مجريات المقتلة مما رواه القاتل حين مثل الأربعاء الماضي أمام قاضية اسمها مارسيا موريو. وفي المعلومات الأولية أن هيكس غادر الشقة المرمية في أرضها جثث قتلاه، وغاب فارا هنا وهناك لأكثر من ساعة وسط اتصالات تلقتها الشرطة المحلية من جيران، ذكروا بأنهم سمعوا صوت الرصاص صادرا من حيث يقيم ضياء، فوصلت دوريات وسيارات إسعاف ومحققون، ووصل صدى ما حدث الى كل الولاياتالمتحدة، وعبر خبرالحادث حدودها الى بقية العالم وغزا مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصا حين ظهر هيكس بعد أن سلم نفسه للشرطة معترفا بما ارتكب. أما القاضية التي مثل أمامها فرفضت إطلاق سراحه بكفالة، ووجهت إليه 3 تهم بالقتل، وسألته عما إذا كان واعيا بتوابعها، فأجابها بنعم. ثم حددت 4 مارس المقبل كيوم موعود ليمثل أمام محكمة في جلسة استماع، وطلبت نقله من حيث احتجزوه الى سجن رالي المركزي بعاصمة الولاية التي أكدت وسائلها الإعلامية بأنها لم تشهد في تاريخها مجزرة كراهية مماثلة، وأن عقوبة القتل العمد فيها هي الإعدام. إدانات عربية وإسلامية واسعة توالت الإدانات العربية والإسلامية على مقتل ثلاثة طلاب مسلمين، في ولاية كارولينا بالولاياتالمتحدةالأمريكية،الأربعاء. ووصفت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسيكو) الواقعة ب الجريمة البشعة ، مستنكرة، في بيان لها، (تجاهل الإعلام الأمريكي لهذه الجريمة وما أسمته _ازدواجية المعايير في تغطية الأحداث المرتبطة بالتطرف والإرهاب). ودعت المنظمة، الحكومة الأمريكية لإدانة هذه الجريمة البشعة، ومحاكمة مرتكبها بأقصى العقوبات، مطالبة في ذات الآن بسن تشريعات تجرم الإسلاموفوبيا وتواجه تيارات العنصرية وكراهية الإسلام والمسلمين في أمريكا والغرب، وتوفير حماية تضمن لهم حقوقهم الدينية والثقافية. من جانبه، أدان شيخ الأزهر، أحمد الطيب، بشدة مقتل الطلاب، معرباً في بيان له، عن استيائه الشديد من الإقدام على هذا العملِ الإرهابي الجبان الذي يدلل على أن الإرهابَ لا دينَ ولا وطنَ له. وحث شيخ الأزهر، السلطات الأمريكية على التعامل مع هذه الأعمال الإجرامية بكل حزم وحسم، وسرعة تقديمِ مرتكبيها للعدالةِ، حتى لا تتكرر وتزيد من اتساع الهوة بين الشرق والغرب. من جهته، قال إبراهيم نجم، مستشار مفتي مصر، إن قتل الطلاب (جريمة إرهابية عنصرية بكل المقاييس تكشف عن الوجه القبيح للإسلاموفوبيا التي زادت وتيرتها مؤخرا في العالم)، مطالبا بسرعة القبض على الجناة وتقديمهم إلى العدالة. وطالب نجم، السلطات الأمريكية بإدانة هذه الجريمة الإرهابية على كافة المستويات الرسمية والشعبية والإعلامية، مشيراً إلى أن هذه الجريمة تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن الإرهاب والقتل والعنصرية لا دين ولا وطن لهم . بدورها، وصفت منظمة التحرير الفلسطينية، الحادث ب(الجريمة البشعة). وقال عضو اللجنة التنفيذية ورئيس دائرة شؤون المغتربين في منظمة التحرير، تيسير خالد، في بيان له، إن جريمة قتل الفلسطينيين الثلاثة في الولاياتالمتحدةالأمريكية، وقعت على خلفية التعئبة الفاشية، والدعاية التي تديرها بعض الأوساط اليمينية المتطرفة وأوساط في اللوبي الصهيوني، ضد الفلسطينيين والعرب والمسلمين هناك. من جهتها، استنكرت حركة حماس، مقتل الطلبة الثلاثة، وقالت في تصريح صحفي، وصل مراسل الأناضول نسخة منه، إن قتل ثلاثة فلسطينيين من أسرة واحدة في ولاية كارولينا الشمالية، جريمة بشعة، وعمل عنصري جبان. وأدان وزير الأوقاف الأردني هايل داوود، مقتل الطلاب، وقال: _لا نريد استباق الأحداث بالحكم، لكننا نؤكد إدانتنا لكافة أشكال القتل أياً كانت دوافعه وأسبابه، ونطالب السلطات الأمريكية في حال كان الدافع دينياً، اتخاذ الإجراءات المناسبة لردع أي فعل على أساس ديني أو عرقي أو عنصري. أما حزب (جبهة العمل الإسلامي) الأردني، (الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين)، فقال في بيان له، تلقت وكالة الأناضول نسخة منه، نستنكر وندين هذه الجريمة، وهذا الصمت العالمي الرهيب، وتجاهل الإعلام الأمريكي بمقتل هذه الأسرة المسلمة، ونتساءل لو كان القاتل مسلماً فماذا ستكون ردة الفعل؟! مع إدانتنا ورفضنا لكل عمل إرهابي. وفيما قالت منظمة التحرير الفلسطينية، إن القتلى (فلسطينيون)، ذكر الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأردنية، أشرف الخصاونة، في حديث مع وكالة الأناضول، أن المعلومات التي وردت للوزارة تفيد بأن زوجة بركات، الطبيب السوري، وشقيقتها تحملان الجنسية الأردنية. أردوغان ينتقد صمت أوباما انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الخميس، الرئيس الأمريكي باراك أوباما؛ لصمته بعد قتل ثلاثة شبان مسلمين، في نورث كارولاينا. وقال أردوغان -الذي كان يتحدث وإلى جواره الرئيس المكسيكي انريكي بينينا نييتو خلال زيارة رسمية لثاني أكبر اقتصاد في أمريكا اللاتينية، إن على أوباما ونائبه جو بايدن ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري اتخاذ موقف من هذه الأفعال. وأضاف: إذا التزمتم الصمت لدى مواجهة حادث كهذا ولم تتحدثوا، فإن العالم سيلتزم الصمت تجاهكم . وندد أردوغان بالمسؤولين عن قتل المسلمين الثلاثة بالرصاص.