الكثير من مراكز الأبحاث الأمريكية وضعت الإسلام، والإسلام السياسي على وجه الخصوص تحت المجهر، وخصوصا بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، وهناك اليوم سيل من الكتب التي تعرضت للإسلام والإسلام الجهادي على وجه الخصوص. لكن على وجه التدقيق، كما يشير إلى ذلك عدد من الباحثين، فإن الأحداث المتوالية، جعلت الأمريكيين ينتبهون إلى الأقليات المسلمة، التي تتوسع يوما عن يوم، ولم تعد تلك الأقليات المقصية الفقيرة التي تعيش على الهامش، بل أن الآلة الاستقطابية في مجتمع استهلاكي طاحن، بدأت تؤتي أكلها، حتى أن الإدارة الأمريكية بدأت تتخوف من أن يجري استقطاب خفي وسري للجنود في الجيش الأمريكي، وهذا يشكل حاليا مصدر قلق لدى الماكينة العسكرية الأمريكية. يكتب الباحث إيفان جابلونكا في دراسة له منشورة في مجلة حياة الأفكار في 2007، دراسة بعنوان أن تكون مسلما في أمريكا ، وفي هذه الدراسة يبين كيف أنه بعد أحداث 11 سبتمبر جرى الانتباه أمريكيا إلى ما أطلق على تسميته ب العدو الداخلي ، وهذا العدو ليس إلا الإسلام، او بالدرجة المسلمين الذين يعيشون في كنف أمريكا. وهذا ما دفع الداعية جيري فالويل إلى القول على قناة سي بي سي إن الإسلام دين عنف، وحتى إن باحثا مثل دانيال باييس ألف كتابا اطلق عليه اسما ترويجيا الإسلام الجهادي يصل إلى أمريكا . وكتب بنزعة تحريضية إن عدد المسلمين في هذا البلد ليس مثل أي جماعة أخرى، لأنه يتضمن نسبة كبيرة من الناس - من وكلاء أسامة بن لادن - الذين يشاركون الخاطفين كراهية أمريكا ورغبة إلى تحويلها في نهاية المطاف إلى دولة تخضع لقيود الإسلام المتطرف . وهذا ليس كلاما ملقى على عواهنه، بل يحمل في طياته نظرة خاصة إلى المسلمين، جرت صناعتها بغير قليل من التخويف المبالغ فيه، حتى وصل الأمر ببعض الباحثين، إلى الحديث عن الانتحاري المفترض ، الذي ليس له من حلم إلا تحويل أمريكا إلى دولة إسلامية. وكتب أحدهم مُحذرا يجب على الإسلاميين فهم أن الدستور هو الذي يحكم الولاياتالمتحدة، وليس الشريعة . لكن أحد الباحثين وهو جنييف عبدو سيكتب ساخرا من هذه الفوبيا إنهم يريدون لنا أن نصدق أنه يمكن التمييز في لمحة واحدة بين المسلم المتشدد والمسلم المسالم الذي يعيش في المنزل المجاور . حريق بمركز إسلامي في هيوستن ألحق حريق أضرار جسمية بمركز إسلامي في ضواحي مدينة هيوستن بولاية تكساس الأمريكية (جنوب)، وقال إمام مسجد مركز قباء الإسلامي زاهد عبد الله للجزيرة إن الحريق ناجم عن عمل متعمد. وأضاف عبد الله أن المحققين أبلغوه أنهم عثروا على أدلة على استخدام مواد كيميائية لإضرام الحريق الذي وقع الساعة الخامسة فجرا بالتوقيت المحلي. وأشار إلى أنه شوهد مساء أول أمس الخميس رجل مشتبه به أمام المركز يستهزئ بالشعارات الإسلامية. وقد هرعت فرق الإطفاء إلى موقع الحادث وتمكنت من إخماد الحريق الذي ألحق أضرارا جسيمة بأحد المباني التابعة للمركز، غير أن السلطات المحلية أكدت أنه لم تقع إصابات. كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن أحد أعضاء المركز ترجيح الشرطة أن يكون الحادث عملا إجراميا. وأوضح مسؤول بالمركز لقناة أي بي سي أن المبنى كان يستخدم لتخزين كتب وأثاث. وصف بيان لإدارة المركز على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك الحريق ب المأساوي ، مشيرا إلى أن النيران اندلعت في كافة أرجاء المبنى وأن أجزاء منه انهارت جراء ذلك، فيما أشارت إدارة الإطفاء في هيوستن إلى أن سبب الحريق غير معلوم، وأن الجهات المعنية بدأت تحقيقاتها للوقوف على ملابسات الحادث. وأوضح مسؤولو الإطفاء أن المبنى كان خاليا تماما من الأشخاص وقت اندلاع الحريق، وأنه لم تقع أي إصابات من أي نوع بسببه، هذا بينما ذكر بيان المركز أن التحقيقات الأولية التي أجريت أثبتت أن الحريق بفعل فاعل، مشيرا إلى أنه لا تتوفر أي معلومات عن هوية ذلك الشخص. ويأتي الحريق بعد ثلاثة أيام من قتل متطرف أمريكي ثلاثة طلبة مسلمين في تشابل هيل بولاية كارولينا الشمالية بجنوب شرق الولاياتالمتحدة.