تواصلت أشغال الجامعة الصيفية لحركة مجتمع السلم حمس يوم أمس، في تلمسان، بسلسلة من النقاشات كانت محصلة مداخلات ومحاضرات أبرزها المحاضرة التي ألقاها الدكتور رضوان مصمودي مدير مركز الدراسات الإسلامية والديمقراطية بالعاصمة الأمريكيةواشنطن حول الحركات الإسلامية وفرص الانفتاح على الغرب. وفي هذا الشأن طرح المحاضر إشكالية تتعلق بنظرة الغرب للحركات الإسلامية، وقال مدير مركز الدراسات الإسلامية أن تلك النظرة التي عكستها سياسة الولاياتالمتحدةالأمريكية وعدد من الدول الغربية بدأت إيجابية للحركات الإسلامية إلا أنها تغيرت بعد ظهور التيارات الجهادية وأحداث 11 سبتمبر، التي غيرت الكثير من المفاهيم وأدخلت هواجس أمنية لدى الدول الغربية. هذه الأسباب جعلت أوروبا والولاياتالمتحدةالأمريكية تحشر كافة الحركات الإسلامية في خانة واحدة عنوانها ''الظلامية الإرهابية والمتطرفة''. واستدل الدكتور رضوان مصمودي بذلك على ما تؤكده الإحصاءات في أمريكا حيث أشارت أحدث الاستفتاءات إلى أن 56 بالمائة من الشعب الأمريكي يعتقد أن الإسلام دين لا يحترم حقوق الإنسان ولا حقوق المرأة والأقليات، وأنه دين يشجع على العنف، وبالتالي يجب على الحركات الإسلامية المعتدلة حسب مدير مركز الدراسات الإسلامية والديمقراطية مثل حركة مجتمع السلم، أن تغير هذه الصورة النمطية عن الإسلام والمسلمين من خلال مجالين، الأول هو الحريات والديمقراطية بأن تجعلها قضيتها الجوهرية. أما الثاني فيرتبط بضرورة توضيح الحركات الإسلامية لمواقفها من عدة قضايا فلسفية وإيديولوجية، منها مثلا هل نريد دولة مدنية أم دينية؟ كما أشار نفس المتحدث إلى أنه يمكن للغرب أن تكون له علاقات طيبة مع الحركات الإسلامية مثل حزب العدالة والتنمية كنموذج في العالم الإسلامي، وهنا يمكن لحمس يقول الدكتور رضوان مصمودي أن تحذو حذوه وتقدم للغرب نموذجا جزائريا رائعا. وبالمناسبة أكد المحاضر على ضرورة أن تتعامل الحركات الإسلامية المعتدلة بحكمة مع بعض القضايا كعدم ربط علاقاتنا مع الغرب بقضية فلسطين التي اعتبرها تصرفا خاطئا. وأكد أنه إذا أردنا مساعدة فلسطين علينا بتفعيل الديمقراطية. كما أكد أنه ينبغي على الحركات الإسلامية استغلال بعض الفرص المتاحة في الغرب، معتبرا خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما عشية تنصيبه والموجه للعالم الإسلامي نموذجا لتلك الفرص التي يقدمها الغرب للحوار.