أقدم قاطنو حي النخيل القصديري التابع لبلدية باش جراح على غلق الطريق الطريق المؤدي احتجاجا على عدم إدراجهم ضمن الأحياء المرحّلة، حيث قاموا بحرق العجلات المطاطية ووضع حواجز من الصخور والتماريس، الأمر الذي منع أصحاب المركبات والسيّارات من السير، حيث حجزوا في النفق وتعرّض الأطفال والنّساء للاختناق جرّاء الدخان بسبب الحريق الذي أشعله المحتجّون وتسبّب في هلع وخوف المواطنين المتواجدين بالمنطقة الذين تخوّفوا من انفجار النفق. تعود أسباب الاحتجاج إلى حرمان سكان الحي الفوضوي من الحصول على سكن وطالبوا الوالي زوخ والسلطات المحلّية لبلدية باش جراح بضرورة إدراجم ضمن الأحياء التي سوف تستفيد من سكنات في أقرب الآجال، علما بأن عدد سكان الحيّين يقدّر بحوالي 900 عائلة تقطن في ظروف غير إنسانية مند حوالي 25 سنة كاملة، ورغم ذلك لازالت الجهات المكلّفة بالترحيل تتجاهلهم مند سنة 1984 تاريخ إحصائهم لأوّل مرّة قصد ترحيلهم، غير أن السنوات مرّت وظلّت الأمور على ما هي عليه مند أزيد من 25. وأكّد سكان حي النخيل و(لاغلاسيار) أن السلطات المحلّية لبلدية باش جراح وكذلك ولاية الجزائر همّشتهم بشكل كبير، واصفين عدم ترحيلهم بالظلم والتعسّف، أين اتّهموا في نفس الإطار السلطات المحلّية لبلدية باش جراح بالكذب والتلاعب بقوائم المستفيدين، على حد تعبير المواطنيين. وحسب تصريحات بعض المحتجّين فإن احتجاجهم هذا يعدّ القطرة التي افاضت الكأس بعد سلسلة الوعود التي يقدّمها لهم المسؤولون في كلّ مرّة يجدّدون فيها مطالبهم بالترحيل الى سكنات لائقة، غير أن سياسة الإقصاء لازالت هي المصير المحتوم بالنّسبة لقاطني حي النخيل ونظرائهم من (لاغلاسيار). ورفع السكان المحتجّون العديد من الشعارات المندّدة ب (الحفرة) والتهميش، مطالبين والي العاصمة عبد القادر زوخ للقيام بزيارة ميدانية إلى الحيين للوقوف على حجم المعاناة التي يتكبّدها السكان في بيوت لا تصلح حتى كإسطبلات للحيوانات، يقول أحد السكان، في وقت تقطن فيه بعض العائلات في عمارة آيلة للسقوط وتمّ تصنيفها ضمن الحانة الحمراء عقب زلزال ماي 2003. هذا، وقد تدخّلت قوات مكافحة الشغب على الفور من أجل فتح النفق أمام حركة المرور، ومن حسن الحظّ لم يتمّ تسجيل أيّ مشادّات عنيفة مع السكان المحتجّين.