أخرجت الهزات الارتدادية آخرها صبيحة أمس والتي ضربت العاصمة وضواحيها سكان العديد من أحياء هذه الأخيرة لتنتشر بذلك حمى الاحتجاجات والفوضى بشوارع العديد من بلديات العاصمة للمطالبة بالترحيل العاجل وبالتساوي بين قاطني البنايات الهشة وكذا القصدير، في حين أكدت في أوقات سابقة جميع السلطات المحلية والولائية أن البرنامج القائم حاليا استعجالي لإنقاذ العائلات المهددة بالموت تحت الردوم وأن الدور قادم لباقي المحصيين، ولكن هذه التطمينات لم تأت بثمارها. انتفضت عشرات العائلات القاطنة بالحي القصديري بعين المالحة التابع إداريا لبلدية جسر قسنطينة بالعاصمة منذ صباح أمس لتغلق الطريق الرئيسي المؤدي للبلدية، باستعمال الحجارة والعجلات المطاطية والمتاريس مطالبين بالترحيل الفوري، إلى جانب قاطني السكنات الهشة دون استثناء، - فحسب ما نادوا له- فإن قاطني هذه الأخيرة ليسوا المعرضين للخطر بمفردهم نظرا للظروف الصعبة والكارثية التي عاشها هؤلاء ولا زالوا منذ 20 سنة يقاسونها بالأحياء القصديرية، مطالبين بزيارة مستعجلة من طرف الوالي زوخ لمعاينة الأوضاع المعيشية هناك، حيث رفع جموع المحتجين عدد من اللافتات كتب عليها شعارات منها، “نريد الرحلة”، “لماذا إقصاء سكان عين المالحة”، “قاطنو البنايات الهشة ليسوا أحسن منا” وغيرها من الشعارات الرافضة لأولويات الولاية في برنامج الإسكان، حيث ظلت جميع المنافذ المؤدية من وإلى عين المالحة مغلقة بسبب هذه الانتفاضة للمطالبة والضغط على المسؤولين بإعادة الإسكان الفوري. وكانت حمى الاحتجاجات قد عصفت ليلة الخميس إلى الجمعة حيي زغارة و71 القنصلية ببلدية بولوغين للمطالبة بالإسكان الفوري، بل ذهب بعض سكان البلدية في محاولة منهم للضغط على الولاية بغية ترحيلهم لسكنات اجتماعية حد رمي أثاثهم بالبحر بالنسبة للساكنين على حافة الشاطئ. كما انضم قاطني القصبة العليا إلى سكان شارع الأمير عبد القادر بباب الوادي الذين خرجوا للمطالبة هم أيضا بتعجيل عمليات الترحيل، مؤكدين على ضرورة ترحيلهم قبل أي شخص نظرا لهشاشة بناياتهم. من جهته وفي رده على الفوضى الحاصلة في شوارع العاصمة، أكد مدير السكن لولاية الجزائر “اسماعيل لومي” ل”الفجر” استئناف برنامج الترحيل الاستعجالي لحين الانتهاء من جميع البنايات المهددة بالسقوط وترحيل قاطنيها، ليتم عقبها إعادة اسكان جميع المحصيين ضمن المحاور الأربعة لمخطط الإسكان بالعاصمة وهي الشاليهات، البيوت القصديرية، الأسطح والأقبية شهر سبتمبر الداخل كما سبق وأن أعلنت عنه ذات المصالح بمعدل 5 آلاف عائلة شهريا، ليتم بعدها دراسة ملفات ساكني الضيق، ومن ثمة لا داعي للضغط على مصالح الولاية لأنها تعمل وفق جميع القدرات التي تملكها وبشكل مستمر لترحيل الجميع، كما سبق وأن خططت وبشكل منظم، وعليه ما من داعي لافتعال الفوضى والخروج للشارع.