افاد مسئولون عن عمليات اطفاء الحرائق في جبال الكرمل شمال إسرائيل أمس السبت ان رياحا شمالية تسببت في انتشار الحرائق باتجاه جامعة حيفا، فيما تم اخلاء مباني السكن الداخلي لطلاب الجامعة وان الدراسة في الجامعة قد توقفت. ومن جانبه، أعلن قائد الشرطة الإسرائيلية دودي ليفي إنه سيتم تحديد الأسباب التي أدت الى إندلاع النيران في جبل الكرمل. ورفض ليفي تحديد إذا كانت الحرائق بفعل مدبر أم ناتجة عن اهمال وتقصير، قائلا "الطائرات والطواقم التي ارسلتها عدة دول ساهمت بشكل جدي في محاولة محاصرة النيران لكن لا يمكن الحديث عن سيطرة كاملة على النيران". بدوره، قال قائد قوات الإطفائية والإنقاد شمعون رومح إن طواقم الإطفاء لم تتمكن حتى الآن من السيطرة على النيران، خصوصاً وأن حالة الطقس وسرعة الرياح تساعد على انتشارها في أماكن جديدة، رافضاً تقدير المدة اللازمة للسيطرة على النيران. وأضاف أن الأرصاد الجوية تتوقع أن يكون اليوم الأحد أصعب لطواقم الإطفاء؛ إذ تتوقع زيادة في سرعة الرياح وارتفاعا في درجات الحرارة وانخفاضا في نسبة الرطوبة. ولفت الى أن طائرات إطفاء روسية عملاقة ستنضم اليوم الأحد الى الطائرات الإسرائيلية والأجنبية، وبمقدورها حمل كميات ضخمة من المياه. إلى ذلك، ارتفع عدد القتلى جراء الحريق إلى 43 بعد العثور على جثة مفقود من فرق الإطفاء في حين تم صباح الجمعة العثور على جثة شخص في منطقة تم إخماد الحرائق فيها. وتم إخلاء قرابة 17 ألفا من سكان المنطقة، وما يزال يتوقع أن يتم إخلاء عدد آخر من السكان وفقا لتطور الحريق الذي امتد لمناطق قريبة من الأحياء الجنوبية الغربية لمدينة حيفا وفي محيط عدد من التجمعات السكنية والقرى. واعترف رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في ختام اجتماع طارئ للمجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية بعدم الجهوزية لمواجهة كارثة مثل حريق الكرمل، وقال إنه ينبغي الاعتراف بحقيقة أن "وسائل إخماد الحرائق لدينا ليس بإمكانها مواجهة احتراق غابات من النوع الذي نواجهه الآن". وأطلقت الشرطة الإسرائيلية سراح مواطنين عربيين من قرية دالية الكرمل بعد ساعات من اعتقالهما بشبهة إشعالهما النار، وذلك بعد أن تبيَّن في التحقيق أن لا علاقة لهما أبداً بحريق الكرمل أو حرائق أخرى. وأظهر تحقيق أولي أجراه محقق بالحرائق يعمل في جهاز الإطفاء أن حريق الكرمل تطور نتيجة الإهمال بعد اشتعال النار بمنطقة قريبة من قرية عسفيا العربية.