الميزانية التي خصّصتها الشركة المموّلة لفريق مولودية الجزائر والمقدّرة ب 60 مليار سنتيم لا تعني بالضرورة أن هاجس الفِرق الجزائرية وبالأخص الناشطة في البطولة المحترفة يكمن في نقص الموارد المالية وإنما بالعكس يكمن في عدم التحكّم في عدم تجسيد التسيير الذي يضع بعض رؤساء الفِرق أمام حتمية رفع الرّاية البيضاء والاعتراف بأنهم غير مؤهّلين بتاتا للمساهمة في تفعيل الكرة المستديرة في الجزائر. من الضروري على السلطات الوصية الأخذ بعين الاعتبار الوضعية الكارثية التي يتواجد فيها فريق بحجم مولودية الجزائر كعيّنة للمرض الخطير الذي أضحى يهدّد مستقبل اللّعبة الأكثر شعبية وليس التهرّب من الحقيقة المُرّة طالما أن الاحتراف بات بمثابة الورقة الرّابحة التي يتغنّى بها مسؤولو الهيئة المعنية وليس الاعتراف بحتمية التعجيل بوضع الجميع أمام الأمر الواقع من أجل إخراج الكرة الجزائرية من النفق المظلم بطريقة مدروسة تتماشى والأموال الطائلة التي سخّرتها الدولة الجزائرية من أجل بلوغ الاحترافية وليس الانحرافية كما هو حال فريق مولودية الجزائر الذي أضحى بمثابة الصورة المجسّمة للوضع الكارثي للكرة الجزائرية التي باتت بأمسّ الحاجة إلى إجراء عملية جراحية مستعجلة لبلوغ الاحتراف الذي دفن في مهده.