** تنتابني وساوس كثيرة وخصوصا أثناء الصلاة وأحيانا أشك في ديني وأحاول أن أخرج نفسي من هذه الحالة بقراءة القرآن وسؤال المشايخ ولكني لا استطيع أرجو مساعدتي. * أجابت عن هذا الانشغال الدكتورة سعاد صالح أستاذ الفقه بجامعة الأزهر تقول: الوساوس والهواجس التي تنتاب الإنسان تأتي من أحد أعداء الإنسان الثلاثة وهم الشيطان والنفس الأمارة بالسوء وشياطين الإنس أما الشيطان فهو مطرود من رحمة الله تعالى وقد توعد بإفساد الإنسان ولكن الإنسان قوي الإيمان إذا تمسك بدينه واعتصم بالله فإنه يستطيع أن يتغلب على وساوس الشيطان.. والله تعالى يأمرنا بقوله: "وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم" سورة الأعراف: آية 200 ومهما كانت قدرة الشيطان فإنه ضعيف متخاذل أمام قدرة الله عز وجل وقد قال الله: "إن كيد الشيطان كان ضعيفا" سورة النساء: آية 76 والشيطان يزين للإنسان الشرور حتى إذا وقع فيها تبرأ منه وتنكر له قال ربنا عز وجل: "وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي إني كفرت بما اشركتموني من قبل إن الظالمين لهم عذاب أليم" سورة إبراهيم: آية .22 أما النفس الأمارة بالسوء فهي تميل إلي الانفلات من الطاعة والجري وراء الهوى وإتباع الشهوات والنزوات وقد قال الله عز وجل على لسان امرأة العزيز في سورة يوسف: "إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي" سورة يوسف: آية 53 وأما شياطين الإنس فهم قرناء السوء الذين يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا كما قال سبحانه وتعالى. وأيا كان مصدر الإغراء والغواية والغرور فقد أمرنا الله سبحانه وتعالى بالاعتصام به واللجوء إليه في سورة كاملة هي سورة الناس إذ يقول عز وجل: "قل أعوذ برب الناس ملك الناس إله الناس من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس" سورة الناس آية 1-.6 والقلب العامر بالإيمان بالله ومحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا مكان فيه لوساوس الشيطان وشغل الوقت بما يفيد لا يترك مكانا للهو ولا للوسوسة فإذا وجد الإنسان بعد ذلك أن الوساوس مستمرة في السيطرة عليه فليس ما يمنع من أن يطلب العون سواء عن طريق علماء الدين المتخصصين أو عن طريق طبيب نفسي موثوق في عمله وكفاءته وأمانته فمن المعروف أن هناك شخصيات وسواسية تعاني ما يسمى "الوسواس القهري" تحتاج إلى المساعدة الطبية النفسية لتخليص المصاب بها من هذا المرض، وهذه المساعدة ليست عيبا بل هي تدخل في باب التداوي الذي أمرنا به النبي صلى الله عليه وسلم بالتماسه وطلبه، والله تعالى أعلم. * الوساوس والهواجس التي تنتاب الإنسان تأتي من أحد أعداء الإنسان الثلاثة وهم الشيطان والنفس الأمارة بالسوء وشياطين الإنس.